أوطيخا ومجمع خلقيدونية (451)



أوطيخا ومجمع خلقيدونية (451)

 
مقدمة
هناك بعض التساؤلات اللاهوتية التي صرحت بعد المجامع السابقة لخلقدونية مثل( ماذا فعل الله الكلمة بالطبيعة البشرية التي اتخذها؟ هل متميزة عن الطبيعة الإلهية؟ أم تتلاشى وتزول فيها؟ أما تزال الطبيعة البشرية حاضرة في الأتحاد؟؟
نرى أن اهتمام اللاهوت بعد مجمع افسس كان يدور حول إنسانية يسوع(مصير هذه الإنسانية) أما قبل مجمع افسس كان الحور يدور حول لاهوت يسوع
 
 شخصية أوطيخا 

كان أوطيخا راهباً, ورئيس دير في القسطنطينية, تقياً يهرب من مجد العالم, ولكنه في نفس الوقت كان عنيداً جاهلاً ضيق الفكر والصدر, فقد هب للدفاع في وجه النسطورية, ولكنه تطرف في أقواله ومواعظه.

تعاليمة: 

إن سبب انعقاد المجمع عدم وضوح المصطلحات اللاهوتية ولاسيما (شخص، وطبيعة) وضوحًا كافيًا بالرغم من الوحدة بين الكنيستين الأنطاكية والاسكندرية.
(اوطيخا أتخذ قول القديس كيرلس عندما صرّح طبيعة واحدة للكلمة المتجسد" و بسبب عدم وضوح المعاني اليونانية (شخص، وطبيعة) لدى أوطيخا ظهرت أفكاره الخاطئة واعتقد أن كلمة أقنوم(شخص) هي تعني (طبيعة وليست شخص).وبالتالي يسوع به طبيعة واحدة فقط أي الإلهية.
رفض أن يكون المسيح من طبيعتين بعد الاتحاد، وسبب رفضه هذا يعود إلى اعتقده بأن نتيجة الاتحاد (التجسد) هي "اختلاط" بين المميزات والخصائص الإلهية والإنسانية في المسيح.
اعتقد بأن جسد المسيح صار مختلفًا عن جسدنا " بدون الوقوع في البدعة المظهرية" بمعنى أن الطبيعة الإلهية" امتصت" الطبيعة البشرية، فتلاشت وزالت الإنسانية في الإلوهية "كنقطة الخل في البحر".
سبب المشكلة أن الطبيعة الإنسانية والطبيعة الالهية ليستا على نفس المستوى نفسه، والطبيعي تتفوق الطبيعة الإلهية.
أعجب هذا الكلام الملك "ثاودوسيوس", فأنضم لتعاليم أوطيخا, والتي كانت تخالف تعاليم كنيسة إنطاكية, حيث يؤكدون أن في المسيح طبيعتين متميزتين. ومن هنا كانت إدانة أوطيخا الراهب.

مجمع اللصوص في أفسس عام 449

 أجتمع المجمع بوجود مئة وثلاثين أسقفاً, وترأسه "ديوسقورس" الذي ناصر أوطيخا في ارائه هو والذين معه, ومن هنا تحّولت تعاليم أوطيخا على أنها صحيحة, وحُكم ببراءتها, بينما حرموا بطريرك القسطنطينية "فلابيانوس", وكل من يناصره, ووصلت هذه الأخبار إلى البابا, وأحتج على هذه الإجراءات وسماه "مجمع اللصوص", وطلب عقد مجمعاً آخر, ولكن الملك لم يوافق على طلبه, و توفي هذا الملك عام 450, وجاءت أخته "بولكاريا" من بعده, وكانت متزوجة من "مرقيانوس", وقد كان هذا الملك عدو للأوطيخية, لذلك وافق على عقد المجمع في خلقيدونية. 
 
مجمع خلقيدونية عام 451

         حضر هذا المجمع أكثر من" 500 أسقفاً ", أغلبهم شرقيون , وترأسه مندوب البابا "لاون", وفيه تم:
         أبطال أعمال "مجمع اللصوص".
          تثبت الحرم على أوطيخا , وأتباعه, ثم برّأوا "فلابيانوس" أسقف القسطنطينية.
          ومحاكمة "ديوسقورس", وعزله من منصبه الأسقفي.
          وتجدد حرم نسطوريوس.

         وقد تم إعلان "أن في المسيح طبيعتين كاملتين متميزتين في أقنوم واحد".
         أقر المجمع أيضاً أن كنيسة القسطنطينية لها المكانة الثانية بعد روما, وتم صدور هذا القرار في غياب ممثلي البابا "لاون", فرفضوا هذا القرار, ورفضه أيضاً البابا "لاون", لأنه يهضم حقوق كنيستي الإسكندرية وإنطاكية, وهما كنيستان لهما حقوق رسولية قديمة.
         أيد الإمبراطور "مرقيانوس” قرارات مجمع خلقيدونية, وناصره بعض من سكان مصر وسوريا, فاطلق عليهم "الملكيين", أما خصومهم فقد أُطلق عليهم "المونوفيزيت", وهم أصحاب الطبيعة الواحدة.

                                                              الاب روفائيل امجد




 

 

التعليقات
0 التعليقات
شكرا لك على التعليق

اشترك فى القناة