فيديو ملخص كتاب فن اللا مبالاة

فيديو ملخص كتاب  فن اللا مبالاة


ملخص كتاب فن اللامبالاة.. لماذا حصل على كل هذا الاقبال؟!


ومن لا يعرف هذا الكتاب الذي قام بقرائته اللاعب المصري المشهور محمد صلاح والذي أخد ضجة عربية كبيرة من ذلك الحين، فقد أصبح من الكتب الأكثر مبيعًا والأكثر بحثًا على مواقع الانترنت يتسابق الكبير و الصغير لاقتنائه، إنه كتاب فن اللامبالاة ..



ملخص كتاب فن اللامبالاة

الفصل الاول : لا تحاول



يحكي الكاتب في هذا الفصل من كتاب فن اللامبالاة عن بطل قصة يكافح من أجل ما يريده، لا يستسلم أبداً، ثم يحقق في النهاية أكثر أحلامه جنوناً، إلا أنه وبعد أن وافته المنية، كتب على قبره “لا تحاول”.
كان من الشيء العجيب أن يكتب هكذا على قبره، وخاصة بعد نجاحه الساحق الذي حققه بعد سنين من الفشل، إلا أن البطل لم يتنازل عن عرش فشله، وأنه رأى نجاحه ليس فوزاً، بل إنه شخص فاشل وهو يتقبل هذه الحقيقة بالرغم من كل شيء، ويحس بالراحة تجاه نفسه فهو بالنهاية لم يصبح شهيراً عن طريق تحوله لشخص أفضل، بل نجح من شدة فشله.
هذا ما عبر عنه كاتب كتاب فن اللامبالاة مارك مانسون “كثيرًا ما يأتي النجاح والتطور الذاتي مترافقين معًا، ولكن هذا لا يعني بالضرورة أنه شيء واحد” وهنا أشار بالأمر القاطع وبقوة التعبير أن جميع الأحلام التي نحلمها والنصائح التي نتزود بها ترتكز دوماً على ما نفتقر إليه، مثل أن نتعلم أفضل الطرق لكسب المال وهذا لقناعتك بقل راتبك، ووقفوفك أمام المرآة والتكرير الدائم لجملة أنا شخص جميل ما هو لأن في قناعتك ليس كذلك.
“أنت تجرب تمرينات غبية حمقاء تتصور نفسك من خلالها شخصاً أكثر نجاحًا لأنك لا ترى نفسك ناجحًا بما فيه الكفاية”
من ثم ينصح الكاتب بأن علينا أن نتوقف عن التفكير السيء، يجب أن نتقبل أحساسنا السيء لكل شيء، وكأن أحد رش علينا مسحوق اللامبالاة السحري، يجب أن نوقف “الحلقة الجحيمية التي تكرر نفسها“، أن نوقف أنفسنا بأن نشعر بهذا السوء.
“لن تكون سعيدًا أبدًا إذا وصلت عما تتكون السعادة منه، ولن تعيش حياتك أبدًا إذا كنت من الباحثين عن معنى الحياة”
أي بشكل أكثر بساطة: لا تحاول.
الفصل الثانى: السعادة مشكلة 
يتحدث كتاب فن اللامبالاة في هذا الفصل عن قصة ابن الملك الذي يربى عزيزًا مكرمًا، لا يشوبه شائبة، ولا ينقصه شيء من ملذات الحياة، والذي لا يعرف طعم المعاناة يومًا، ولكن عندما يكبر ويقرر أن يرى ما وراء سور قصره الذي بناه والده لفصله عن العالم الآخر، يرى شعبًا يملؤه الفقر والمرض و الأسى، شعباً لم يذق طعم نعيمه، لينصدم من هول ما رآه، ويضع الحق على والده، ويستنتج سخف حياته، وحينها يقرر أن يهرب خلسة لعيش تلك الحياة وليكتشف من خلالها جوهرها، فيصبح مشرداُ يذوق كل أنواع العذاب من مرض وجوع وبرد، ولكن في النهاية لا يصل إلى مبتغاه، وأن الألم لم يعلمه الشيء الذي يريد، بل بقي مشرداً فقيراً يجوب البلاد.
ليتوصل في النهاية “أن الحياة نفسها نوع من أنواع المعاناة، يعاني منها الأثرياء بسبب ثرائهم، يعاني منها الفقراء بسبب فقرهم، يعاني منها من ليس لديهم أسرة بسبب عدم وجود أسرة، ويعاني منها من لديهم أسرة لأن لديهم أسرة، ليس معنى هذا أن أنواع المعاناة جميعها متساوية كلها، بالتأكيد هناك معاناة أشد ألماً من معاناة أخرى، ولكن بالرغم من ذلك لنا جميعاً من المعاناة”.
نحن مركبون هكذا، مركبون بحيث لا نكون راضيين مهما حققنا، ولكن إن الغياب الدائم للرضا هو ما جعل جنسنا البشري يقاوم وينجح في البقاء، فألمنا ليس عيباً، بل تطور للجنس البشري وسمة من سماته الأصيلة، فالألم هو من يعلمنا الأشياء التي يجب أن ننتبه إليها عندما نكون صغاراً أو طائشين، يساعدنا في رؤية ما هو الجيد لنا وما هو العكس، يساعدنا من فهم حدودنا وعدم تجاوزها، بالنهاية تأتي السعادة من حل المشكلات، ونتخلص من مشكلة بورود مشكلة أخرى جديدة، لن تشعر بالسعادة من دون أي سبب، حل المشكلة هو ما يخلق السعادة.

لست شخصًا خاصًا مميزًا



يتضمن كتاب فن اللامبالاة هنا أيضًا قصة جديدة، لشخص نشيط يرى الحياة أمامه، إيجابي ويقدر ذاته إلى أبعد الحدود، أنه شخص مهم بمنظوره وكل الناس بحاجته، وفي جعتبه قائمة بأسماء الأشخاص الهامين والمشهورين حول العالم قد تعاملوا معه وطلبوا مشورته، فهو لا ينفك بالتكلم عن نفسه، إلا أنه في الحقيقة ليس بهذا القدر، بل أقل من ذلك بكثير، ما زال علقة على والديه، يمص نقودهم من أجل المرح والحفلات والمعيشة، كما أن أعمامه وعماته لم يسلموا من متطلباته المالية، يقوم بإقناع أصحاب الأعمال ليشاركوه معهم، ويلح عليهم ليعطوه فرصة ليلقي كلمة أمام الجمهور من دون معرفة ماهية ما يجب قوله، وحين تنتقده يصفك بالجاهل الغبي الذي يغار منه ومن نجاحاته.
هذا ما يسموه التقدير العالي للذات، أن يكون للمرء أفكار ومشاعر إيجابية تجاه نفسه، وقد أشارت الأبحاث أن الأشخاص الذين يقيمون أنفسهم تقييماً عالياً يكونوا أصحاب أداء أفضل ويسببون نسبة أقل من المشاكل في المجتمع، لذا أصبح تقدير الذات في عقد السبعينات موضوعاً يتناوله الأهل ويشد عليه المعالجون النفسيون والمدرسون، ليصبح بعدها جزءاً من السياسة التعليمية أيضًا.
ولكن تعالوا أن نناقش الأمر على أرض الواقع، في الحقيقة الأمر بالنسبة لبطل الرواية سيء أكثر مما هو جيد، ليس تقدير الذات كافياَ وحسب، كان عليه أن يضحي بجانب تقدير الذات، وهذه هي المشكلة التي تواجه الكثيرين للأسف.
على كل حال عنوان هذه الفقرة ليس مخصصاَ فقط للأشخاص النرجسيين، بل للذين أيضًا يرون العالم من فوقهم وهم في قعر الدنيا، الذين يرون أن على الناس أيضاً معاملتهم معاملة خاصة لبؤسهم وسوء حظهم وفشلهم، يجب على من هذا الشكل أن يراجع هذا الكتاب، سيكون دواء شاف لمعتقداته.

قيمة المعاناة



الملازم الياباني الذي أخبره الأمبراطور إيام حرب إميركا على اليابان أن يقاتل لأخر نفس ولا يستسلم، جعله لا يصدق أي أمر له علاقة بانتهاء الحرب وبأن يخرجوا من أدغال باولينغ ليعودا إلى بلادهم، حيث بقي ثلاثين سنة من بعدها مختبئاً في الأدغال مسبباَ الفزع لأصحاب المكان، ومقتل اثنين من اصدقائه من أجل لا شيء، عدا العيش على الحشرات والقوارض، والنوم على التراب، ومعاناة لا تنتهي، وبالمقابل ذاك الشاب الذي يعيش حياته بروح حرة، ويضيع وقته ويعرض نفسه للخطر للوصول لأمر من المستحيل الوصول إليه ألا وهي أسطورة، وهنا سيتناول كتاب فن اللامبالاة حياة هؤلاء الاثنين الذين أضاعا من عمرهما لأشياء لم تكن ذات نفع وضارة بنفس الوقت، ليقعا بالندم فيما بعد.
ففي حين يعتبر الملازم أيقونة للوفاء لقسم من الشعب الياباني، إلا أنه كان أيقونة للغباء للقسم الآخر، وهذا يعلمك أمر بغاية الأهمية، ليس المقياس الذي تستخدمه لقياس نجاحك أو فشلك هو ما يستخدمه الجميع، لكل شخص له مقياسه الخاص، لذا لا تفكر كثيراً بالآخرين، لأنك عندما تبحث عن رضاهم عن هذا الأمر فأنت تبحث عن المستحيل.

أنت في حالة اختيار دائم



“إذا كنت تجد نفسك تعيساً في وضعك الراهن، فمن المحتمل كثيراً أن يكون ذلك الأحساس ناجماً جزء منه على الأقل من أمر خارج عن إرادتك، هنالك مشكلة ليست لديك قدرة على حلها، مشكلة فرضت عليك فرضاً من غير اختيار من جانبك، أما عندما نحس أننا اخترنا مشكلاتنا، فأننا نشعر بالتمكن منها، وكأننا شحنا بطاقة جديدة، عندما تحس أن مشكلاتنا مفروضة علينا ضد إرادتنا نرى أنفسنا تعساء ونرى أنفسنا ضحايا”
إذا ما الحل؟
يناقش كتاب فن اللامبالاة الحل بثلاث قصص لثلاثة أشخاص مشهورين يتعرضون لظروف خارجة عن إرادتهم وكل منها استثمرها بطريقته الخاصة، فمنهم من كان يريد الانتحار في نهاية المطاف ثم تراجع ليصبح واحد من أيقونات علم النفس الأمريكية، ومنهم من بدأ من جديد لينتقم بنجاته إلا أنه في نهاية الأمر ظل بائساً تعيساً لأنه لم ينسَ ألم الماضي محاولًا تجاوزه برغم من نجاحاته الجديدة، ومنهم من كان مثل قصة البطل الثاني إلا أنه كتب نهاية أكثر سعادة له، وكل ذلك لأنهم قرروا في نهاية الأمر التحكم بالألم و كل منهم على طريقته.
ما الذي فعلوه هؤلاء الأشخاص الأول والثالث؟
كل ما فعلوه هو أنهم أدركوا أن عليهم أن يكونوا مسؤولين عن كل شيء بحياتهم بغض النظر عن الظروف الخارجية، يجب أن يحاربوا لتحسين وضعهم لا لوضع اللوم على القدر، فنحن دوماً نقوم باختيار طريقنا والمقاييس التي نقيس بها والقيم التي نتعلمها، وأن الحدث يكون جيدًا أو سيئًا بحسب المقياس الذي قمنا باستخدامه.
بالتأكيد الحياة مليئة بالأشياء التي تجعلنا تعساء ولكن من يهمه الأمر بما يخص سعادتنا ؟ نحن المسؤولين عن ذلك، نحن من يجب عليه السعي لسعادتنا، بالمقابل ليس كل شيء من صنع الحياة، بل بعضها من صنع أيدينا، لسنا دوماً الطرف البريء، علينا أن نعلم أن جزء من مأساتنا نحن سببها بشكل أو بآخر.
“أنا لم أختر هذه الحياة، ولم أختر هذه الحالة المخيفة حقاً، لكن علي أن أختار كيف أتعايش معها، نعم ، علي أن أختار كيف أتعايش معها”.

أنت مخطئ بكل شيء (وأنا أيضًا)


بطل جديد في كتاب فن اللامبالاة ، هذه المرة بطلنا قضى حياته وهو يعتقد أن كل الأفكار التي تراوده صحيحة ومؤكدة، من حين كان طفلًا ومراهقًا وحتى مرحلة البلوغ، إلا أن أفكار كل مرحلة ما قد تبدلت في المرحلة الأخرى، وهو من الشيء المتوقع الحدوث بكل تأكيد، إلا أننا وبمرحلتنا الحالية نحمل من العناد ما يجعلنا أن نفكر أننا توصلنا للنهاية لم يبق شيء غائب عنا وأفكارنا هي الصحيحة والتي سنستمر عليها إلى الأبد، وهذا ما جعل بطلنا حائراً فهو يتعرض للتغيير المستمر.
“لقد كنت مخطئًا في كل خطوة من خطوات طريقي، كنت مخطئاً في كل شيء طيلة حياتي، كنت مخطئاً في ما يتعلق بنفسي وبالآخرين وبالمجتمع وبالثقافة وبالكون وكل شيء”.
ولكن هكذا يكبر الأولاد وهكذا يخلق الوعي، فنحن لا ننتقل من الخطأ إلى الصواب عندما نتعلم شيئًا جديدًا، لأننا ننتقل من خطأ إلى خطأ أقل بمقدار طفيف.
لقد أعد الكاتب أن اليقين عدو التطور، فبدلًا من الجري وراء اليقين، علينا أن نكون بحالة شك دائمين، شك بمعتقداتنا، في أحاسيسنا، وما قد يحمله المستقبل لنا، فبدلًا من السعي على أن نكون دوماً على صواب، يجب أن نبحث على الخطأ الموجود في حياتنا، لأننا مخطئون دومًا.
وهذا هو روح الانفتاح والتغير، كما ضحكنا على أفكار من قبلنا، سيأتي من هم في جيل بعدنا ويضحكون على أفكارنا الحمقاء الآن، فالخطأ أعطاهم فرصة للنمو والتطور، بالتالي الخطأ ليس بذلك السوء الذي تتوقعه.
ولكن هذا لا يعني اكتشاف الأخطاء أننا انتقلنا إلى مرحلة الصواب، أنه موضوع معقد من ناحية البحث عن الصحيح، فنحن دوماً نخطأ في تفسير الأحداث، نعيش بكذبة ما نسمع وما نحس وماذا يقولون لنا، والأمر الأكثر خطراً هو عقلنا وقلبنا، فالعقل والقلب يخطأ كثيراً في التفسير الصحيح للشيء، يخلق لنا أوهاماً، تخلق لنا ذاكرتنا أحداثًا ليست دومًا بالصحيحة، بل هو فعل لا إرادي منها في مرحلة بحثها عن الفوضى الذي بداخل عقلنا اللاواعي، لا أحد يعلم ما هو الصحيح، لا يوجد صح كلياً، أنه أمر نسبي، كل ما عليك فعله دوماً أن ترفع هذه النسبة في حياتك.

الفشل طريق التقدم



عن بابلو بيكاسو الذي قام بالرسم على منديل الورقي لوحة تكعيبية رائعة والذي قرر رميها، أتت إليه إمرأة لشرائها، فأجابها بأنه يريد بها عشرون ألف دولار، وحين استغربت المرأة لهول السعر وخاصة أنه لم يبق عليها لدقيقتين، أجابها بمنطقية “لا يا سيدتي لقد لزمني الأمر ستين عاماً حتى أرسمها”.
“حجم نجاحك في شيء ما معتمد على عدد مرات فشلك في فعل ذلك الشيء.”
إذا كان شخص ما أفضل منك في أمر ما، فمن المحتمل كثيراً أنه فشل فيه أكثر مما فشلت أنت، وإذا كان شخص ما أسوأ منك، فمن المحتمل أن السبب في ذلك كامن في آلام عمليه التعلم الطويلة التي مررت بها، هذا ما أوضحه الكاتب والذي أعطى مثالاً عن الطفل الصغير عندما يتعلم المشي. كم سيقع ليفلح في النهاية؟
بالتالي عليك التذكر جيداً وأن تقتنع جيدًا،  لا يمكن أن تكون ناجحًا في الأشياء التي لا تريد الفشل بها، فعندما تتجنب الفشل فأنت تتجب النجاح أصلاً، بكل الأحوال، مقياس الفشل يمكنك التحكم به وتحديده، إنه أمر هام بالطبع بربط الفشل بشيء ما لا تخشاه، عندها يمكنك التقدم، تتناسى الفشل وتمضي بطريقك.
لايجب عليك خوفاً من الألم أن يردك عن العمل الصحيح، كثير من الأشخاص أصبحوا أفضل بتعايشهم مع الألم، أصبحوا أناس أفضل، لم يكن الألم لديهم سوى تغذية روحية للخروجهم من ذلك الجحر اللعين، لا حل لديهم، هم في موضع الخسارة أيضًا، أما يتقدمون مع القليل من الألم، أو يبقون على ألمهم ذاك، مع المزيد من الشكوى التي لا تنتهي، كان نصيحة الكاتب لهم : “أطبق فمك وافعلها!”

أهمية قول لا



قصة أخرى ينسجها الكاتب في كتاب فن اللامبالاة ،عن ذلك الفتى الذي قرر أن يتذوق طعم آخر للحياة بعيدًا عن وطنه وبعكس أصدقائه الذين تزوجوا وأصبح لهم عائلاتهم الخاصة وعملهم الخاص، قرر السفر لخمس وخمسين دولة للعمل والمتعة وتجربة الحرية، ليتوصل بعد تلك كل الزيارات، أن الحرية جميلة إلا أنها بلا معنى من دون فائدة، فماذا فعل الآن؟ كان يشعر في قرارة نفسه أنه يفتقد لأمر ما، حتى يكتشفه فيما وهو عندما تضيق مساحة الحرية يصبح هناك فحوى لحياتنا، والأهم من ذلك يجب أن نكون صادقين مع أنفسنا، فالبطل يجامل كثيراً لذا حصل على الكثير من العلاقات الاجتماعية بالمجاملة فقط، لذا هو غير مرتاح، إلا أن ذهابه لروسيا والتي يتميز شعبها بالصراحة مما جعله يأخذ درساً مهماً منهم وهو أن يكون صريحاً وصادقاً في التعبير عن مشاعره، لا يجب أن يعذب نفسه تحت رحمة أراء الآخرين، إنه لا يحصل على أصدقاء حقيقين بذلك بل يؤذي نفسه فقط.
“إن السفر أداة رائعة لتطوير الذات لأنها تنتزعك من قيم ثقافاتك وتجعلك ترى أن هناك مجتمعًا أخر يستطيع العيش بقيم مختلفة تمام الاختلاف وينجح في ذلك من غير أن يكره الأفراد أنفسهم”.
يجب عليك أن ترفض شيئًا ما، لكي تغدو بمعنى، فإذا لم تصادف شيئًا أفضل من شيء آخر، أو مرغوبًا بالنسبة لك أكثر من الآخر، فأنت إنسان فارغ تعيش حياة بلا معنى، تعيش حياة من غير قيم ومن غير غاية، أما الرغبة في تجنب الرفض مهما تكن التكلفة، أو رغبتك في تجنب المواجهات، أو رغبتك أن يكون كل شيء منسجماً ومنسقاُ فهو شكل من أشكال الشعور الزائد بالاستحقاق، يهتم صاحبه بأن يكون ممتازًا طيلة الوقت، لا يشعر بأي سوء ولا يريد لأحد أن يشعره بسوء، بالتالي يعيشون حياة تسوقها المتعة والاستغراق في الذات، يتجنبون الفشل وأي نوع من أنواع المعاناة.
يقع الأشخاص الذين لديهم شعور زائد بالاستحقاق في واحد من فخين اثنين خلال علاقاتهم، أما أن يتوقعوا من الطرف الأخر تحمل المسؤولية عن مشاكلهم، أو أنهم يتحملون قدرًا زائدًا عن مشكلات الطرف الآخر، لأن ذلك يساعدهم في تجنب قبول المسؤولية عن مشكلاتهم، ونتيجة ذلك تكون علاقاتهم هشة زائفة ناتجة عن محاولة تجنب لألم الداخلي بدلاً من التقدير الحقيقي للذات.

 وبعد ذلك تموت….


ذلك الفتى الذي خسر صديقه المفضل، والذي لم يتعافى من ذكراه لفترة طويلاً، وجعله يشعر بالاكتئاب طيلة الوقت ويحلم به كثيراً، ليصل لنتيجة مهمة هو أنه إذا لم يكن هنالك سبباً لفعل أي شيء، فما سبب أيضاً لعدم فعل أي شيء….
“ففي مواجهة حتمية للموت، لا مبرر أبداً لأن يستسلم المرء أمام خوفه أو حرجه أو شعوره بالخجل لأن الأمر كله أكثر من قبضة اللا شيء، إذا أمضيت القسم الأكبر من حياتي القصيرة تجنباً ما هو مؤلم ومزعج، فهذا يعني أنني أتجنب أن أكون حيًا”
الموت يخيفنا، ولأنه يخيفنا نتجنب التفكير به، حتى لو أصاب شخصاً قريباً لنا، ولكن الأمر في النهاية لولا وجود الموت، لبدا لنا كل شيء معدوم الأهمية ولصارت القيم والمقاييس كلها صفرًا.
العبرة أن حياتنا ليست محض صدفة، قد خلقنا لغاية ما، غاية لم نعرفها، غاية سنعرفها بمنتصف الطريق أو في نهايته، أو يمكن أن لا نعرفها، إلا أنها بكل تأكيد توجد غاية ما من وجودنا، ولكن بإمكانك أن تعزز ذلك أكثر، بيدك تستطيع أن تخلق تلك الغاية، فمع موتك ستعتقد أن كل شيء سينتهي، ولكن قصة خلودك بإمكانك أن تكتبها، بإمكانك أن تجعل غيرك يتذكرك، بعمل ما، بتطوير شيء ما يدخلك الموسوعات العلمية، بفعل إنساني ما يجعلك بذاكرة الكثير من الأشخاص الذين غيرت حياتهم.

التعليقات
1 التعليقات

1 comments :

أضف comments
Unknown
admin
20 يوليو 2018 في 12:29 م ×

موضوع جميل وكتاب رائع

Congrats bro Unknown you got PERTAMAX...! hehehehe...
إضافة الرد
avatar
شكرا لك على التعليق

اشترك فى القناة