دعوة للتغيير



دعوة للتغيير

     
        بعد ما كان شاب يحلم بالانطلاقة للحياة متخطيا حدوده من اجل خدمة النفوس المريضة البائسة اليائسة المحتاجة، بعدما أراد وقرر إن يكون لا لنفسه فقط ولكن يكون لكل انسان منفتح على الكل، صار الان الها، يريد ان الكل يخضع له فى سلطة قاسية، صنع لنفسه كرسى من ذهب فى داخل قصر ملكى " قصر أنانيته" ووضع كلاب الحراسة حول السور من الخارج " وسائل دفاعه عن نفسه " وكتب لافتة على السور الخارجى ممنوع الاقتراب والتصوير، فبدل إن يكون للكل وان يعمل لمجد الله ومشئته " يفتح باب قلبه على مصرعيه لكل محتاج" صار الكل لكبريائه ونزواته ورغباته واهدافه الشخصية، " يتكلمون برؤيا قلبهم لاعن فم الرب ( ارميا 23: 16). صار الإنسان يؤله ذاته، " إنا عارف إعمالك انك لست باردا ولا حارا ليتك كنت باردا أو حارا هكذا لأنك فاتر ولست باردا ولا حارا إنا مزمع إن اتقياك من فمي لأنك تقول أنى إنا غنى وقد استغنيت ولا حاجة لي إلى شيء ولست تعلم انك أنت الشقي والبئس وفقير واعمي وعريان (رؤ3: 16)، وهذه هي الخطيئة الأولى عندما أراد الإنسان إن يضع نفسه مكان الله، " قبل الكسرة الكبر ياء وقبل السقوط تشامخ الروح " (               ).
   
       عاش داخل أسوار قصره تقتله مرارة وحدته على إن تكسر كبرياه و يعيش حقيقة ذاته، معطيا لكل محتاج مريض سجين بائس يأس حبه وعطفه علي مثال سيده الذي أخلا ذاته حتى الموت موت الصليب (              ).

        أصبحت تصرفات وصفات الكهنة بعيده كل البعد عن سر الكهنوت, إنا عارف إعمالك إن لك اسما انك حي وأنت ميت (رؤ3: 1)، فالكهنوت بريء براءة الذئب من دم أبن يعقوب فيما يفعله ويعيشه كهنة اليوم, " صار سعيهم للشر وجبروتهم للباطل. لان الأنبياء والكهنة تنجسوا جميعا بل في بيتي وجدت شرهم يقول الرب (ارميا23: 10، 11) هل الكهنوت مجرد ستانه ؟ أسم , غرور .....  ؟! أم فعل وحياة، نار حب تشفي الجراح.
  
       الم يحن الوقت لتتغيروا عن شكلكم بتجديد أذهانكم ؟ الم يحن الوقت لتنزل عن كرسي مجدك العظيم لتفتقد شعبك المسكين ؟ الم يحن الوقت لتشعل نار حبك من جديد ؟ الم يحن الوقت لتسأل نفسك هل هذا ما حلمت به في شبابك ؟ الم يحن الوقت لتخرج من مرارة وحدتك ملتقيا مع حب الآخر ؟ الم يحن الوقت مع بداية عام جديد أن تقف وقفت صدق مع ذاتك متسائلا : هل هذا ما  أراده الله منك ؟ فما أجمل أن تعيش الحياة كمغامر من أن تجلس داخل أسور نفسك خائفا من أن تخسر ما تملك .
    
       أن الله ترك كرسي مجده وتجسد في صورة ابنه يسوع المسيح لكي يعيش متواضعا في وسط الناس معطيا لهم كل الحب  والعطف والحنان، " كان يجول يصنع خيرا" (                ). الم يحن الوقت يا كاهن الله لتشفك علي ذاتك التي سئمت منك , وتنزل تجسد صور الله التي فيك معطيا لمن حولك الحب, أن كان عليك أن تعيش الحياة فعيشها بطريقة صحيحة، فلما تعيشها بطريقة خاطئة ؟ فمع بداية سنة جديد يمكنك إن تصير أنسانا جديد، " فيجدد كالنسر شبابك "(                        ). فاذكر كيف أخذت وسمعت وأحفظ وتب فأنى إن لم تسهر اقدم عليك كلص ولا تعلم أيه ساعة أقدم عليك ) رؤ 3: 3 ) قف الآن لحظة صدق  مع ذاتك، فهي قد تكون لحظة، ولكنها قد تنتهي الآن ، فهي تساوى حياتك، فلا تبخل على حياتك بلحظات صدق، قد لا تجدها في وقت لاحق،  "ماذا ينتفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه " (                ).  
 ماجد عطا
لتحميل الملف ورد  




التعليقات
0 التعليقات
شكرا لك على التعليق

اشترك فى القناة