كاهن جميل جدا كان مدعي للخدمه في قرية بسيطه
جاتله اكتر من شكوى ان فولان بعيد عن ربنا ومابيدخلش بيته خالص
ومش قابل وجود اي حد في حياته يكلمه تاني عنه
بسبب مشاكل كتير مر بيها منها مادية ومنها نفسيه
وشاف رد فعل سلبي من رموز كنسيه كتير
ورافض تماما انه يتكلم مع اي حد فيهم او يقابلهم نظرا لكم الكراهيه اللي في قلبه ناحيتهم
ابونا لما سمع الكلام ده ، ماستغربش اطلاقا من مشاعر الشخص ده ناحيتهم
لإن كان كل هدفه انه يقربه من ربنا ويخليه يبعد عن اي حاجه ممكن تغضبه
الكاهن حلق دقنه ولبس قميص وبنطلون وخد شنطه صغيره علي كتفه وراحله البيت يخبط عليه ويقوله
جايلك ظرف من البريد امضي استلام هنا
الشاب كل لما يفتح الظرف يلاقي فلوس ويلاقي ورقه مكتوب فيها ايه من الكتاب المقدس
بتخاطب الولد .. والأيات دي كان الكاهن بيختارها لما يلائم حالته النفسيه المتدمرة
وكل كم يوم يفوت عليه بظرف فيه مبلغ بسيط
الولد قاله مين اللي بيبعت الأظرف دي لإني عايز اشكره ؟
قاله معرفش انا مهمتي اوصل وبس
وفي يوم الولد ده جمع كل الورق اللي جاله في الاظرف وبدأ يقراه
• يستجيب لك الرب في يوم شدتك
• ويكون الرب ملجأ لك في أزمنة الضيق
• إنتظر الرب وليتشدد وليتشجع قلبك
• ابي وامي تركاني والرب يضمني
• الله لنا ملجأ وقوة وعونا في الضيقات ، لذلك لا نخاف لو تزحزحت الأرض او انقلبت الجبال الى قلب البحار
• الق على الرب همك فهو يعولك
• الرب عاضد كل الساقطين ومقوم كل المنحنيين
• تعالوا اليا يا جميع المتعبيين وثقيلي الأحمال وانا اريحكم
وحس ان ربنا اللي بيبعتله الفلوس مع الشخص ده
وفي مرة الراجل قرر يعرف مين هو الشخص اللي بيبعتله فلوس وايات ومين اللي قايله يعمل كده .. وقرر يراقبه
وفي مرة جاله الاب الكاهن ده وخبط على بابه واداله ظرف فيه فلوس وايه
خدهم منه صاحبنا وفضل يراقبه من بعيد لبعيد ، لحد مالقاه دخل الكنيسه
سأل عليه وعرف حكايته ...
فضل مستني بعدها بكم يوم ابونا يجيله كعادته لكنه مجاش
فات يوم واتنين وتلاته مجاش
راح يسأل عنه وعرف ان ابونا كان حاي الكنيسة لفترة مؤقته ومشي امبارح
وللاسف محدش يعرف عنه اي شئ
سكت شوية وبص لجمهور كبير جدا من الشعب كان بيسمعله وكمل كلامه وقال ..
وبس يا احبائي ... ها انا واقف امامكم اليوم ... كنت بعيد تماما عن الله
كنت افعل كل شئ يغضبه .. ورفضت كثيراً ان ادخل بيته
وهذا الأب البسيط علم جيداً كيف يدخل لقلب رجل خاطي .. هذا الاب الذي اعتقده انه الله المتجسد في صورة انسان كي ينقذ خرافه بنفسه من السقوط في الوحل ..
الذي اراد ان يرجعني الى حضنه بطريقته .. ليس بالمواعظ التي كنت ارفض من الأساس سماعها
ولكن بأكثر شئ كنت مفتقده .. ووضعلى العسل في هذا الشئ
وهذا العسل كان عبارة عن الايات الكثيرة التي جعلتني اتذكر الله ومراحمه بعد ان كنت نسيته
كلمتين للقلب افضل من مائه للعقل
عظه دقيقتين لمائتين شخص افضل من عظة ساعتين لخمسه فقط
وهذا البار قد فعل معي .. واصبحت اطوف البلاد واتحدث عن مراحم الله بفضله ..
قبل ان تعظوا .. طبطبوا
قبل ان تتحدثوا .. اسمعوا
قبل ان تطلبوا .. اعطوا
فقد تخلقون بولس جديد من شاول مثلي ...
" لأَنَّ ابْنِي هذَا كَانَ مَيِّتًا فَعَاشَ، وَكَانَ ضَالاًّ فَوُجِدَ.." (لو 24:15)