لا تُعرِّف شمالك ما تفعل يمينك(قصة عن العطاء والصدقة )

لا تُعرِّف شمالك ما تفعل يمينك(قصة عن العطاء ) 

قالت لصغيرها احضر لي هذا الدواء بسرعة من الصيدلية لأن ألألم عاد اليا مرة اخرى وغير قادرة علي ان اخذ انفاسي
فقال لها صغيرها يا امي هذا الدواء كما قال لكي الطبيب علاج مؤقت فلماذا لا تشتري الدواء الذي طلبه منك الذي سيؤدي الي الشفاء التام
فقالت له امه انه غالي الثمن وليس معي مايكفي لشرائه
اذهب الي الصيدلية واسأله هل من الممكن ان تحضره لي وسأقسط ثمنه معهم من معاش والدك ام لا
إذا وافق احضره لي وإذا لم يوافق احضر ماكتبته لك وربك الشافي
ثم اعطته خمسة جنيهات ثمن الدواء ونصف جنيه اخر ليتشري شئ لنفسه
وفي طريقة الي الصيدلية قابل رجل عجوز مسكين يريد مساعدة
فقال بينه وبين نفسه ساعطيه النصف جنيه .. فهو اكيد يحتاج اليه اكثر مني
ومد يداه ليخرج له النصف جنيه فتذكر الأيه التي تقول 
وأما أنت فمتى صنعت صدقةً فلا تُعرِّف شمالك ما تفعل يمينك ... فأبوك الذي يرى في الخفاء هو يجازيك علانيةً ( مت 6: 3 ، 4) 
فمد يداه في جيبه واعطى للعجوز ما امسكته يداه
وعندما ذهب الي الصيدلية سأل الطبيب هل من الممكن ان ياخذ العلاج الغالي الثمن ويقسط معه ثمنه فرفض الطبيب قائلا ثمنه خمسون جنيه عندما تكتمل معك تعال واحصل عليه
فقال له اذن احضر لي هذا الدواء الرخيص
فقال له ثمنه خمسة جنيهات
فقال له الولد ها هي الخمسة جنيهات .. ثم تفاجئ انه معه النصف جنيه
فحزن وبكى وقال كيف فعلت هذا ؟؟ انني اخطأت واعطيت الرجل العجوز الخمسة جنيهات بدلا من النصف جنيه .. فترك الصيدلية مسرعا للعجوز قائلا له
سامحني لقد اعطيتك نقود علاج امي اعطني اياها وخذ النصف جنيه هذا الذي كنت انوي ان اعطيك اياه في البداية
فإبتسم العجوز وقال له كما فعلت معي سأفعل معك
ثم وضع يداه في حقيبته وقال لم اعرف شمالي ما تعطيه يميني .. ثم وضع يداه في حقيبته واخرج منها خمسون جنيه واعطاها للطفل قائلا له .. هذه نصيبك
فرح الطفل جدا واسرع ليشتري علاج امه المريضة قائلا للطبيب احضر لي الدواء الغالي الثمن .. فقد اراد الله شفاء أمي وأرسل لي الثمن ...
ثق ياعزيزي ان الذي يرى في الخفاء يجازيك علانية ( مت 6: 4)

تأمل في انجيل متى 6: 1 -4

الصدقة


تأمل في انجيل متى 6: 1 -4

الصدقة

نرى يسوع في الفصل الخامس يُعلِّم تلاميذه تعاليم تنافي التعاليم والآراء الفاسدة التي يقدمها الكتبة والفريسيون. إذ نجد يسوعَ في الفصل السادس يحذِّر تلاميذه من القيام بأعمال الرحمة والصدقة بغية نيل تقدير الآخرين وإلا فسوف يفقدون المكافأة الحقيقية التي هي عند الله الآب.

إن ما يفعله الإنسان يهم الله بدرجة كبيرة ، فالله يتوقع من البشر أن يكونوا رحماء وأن يفعلوا الخير ويساعدوا الآخرين من خلال المشاركة الشخصية ومن خلال العطاء بمحبة وسخاء.

يتوقع الله من الإنسان أن يفعل الخير ويظهر الرحمة للآخرين بدافع صحيح، فالسبب أو الدافع يهم الله بدرجة كبيرة لدرجة أن مصير الإنسان الأبدي يتحدد على أساس هذا الدافع ولهذا السبب ينبهنا يسوع الى ضرورة التمييز بين الدوافع الصحيحة والخاطئة:

  • هناك عدة دوافع خاطئة قد تدفع الإنسان إلى العطاء وفعل الخير:

  • من أجل الحصول على تقدير الآخرين له واكتساب مكانة عالية بينهم، أو لاكتساب مديح الناس أثناء حياته أو ليذكروه بالخير بعد موته.

  • قد يعطي الشخص بدافع الإعجاب بنفسه أو الشعور بالراحة تجاه ما يفعله.

  • قد يعطي الشخص بدافع الالتزام ليظهر انه يقوم بالواجب تجاه الآخرين.

  • ربما يعطي الشخص ليضمن تقدير الله له. ليشعر بأن الله يكرمه بسبب الخير الذي يفعله.

أبرز مظاهر العطاء والإحسان تتجلى في الصدقة: و هي كانت نظاماً يهودياً هاماً أشبه ما يكون بـ”الرعاية الاجتماعية” اليوم. فالصدقة  تعني العطاء لتلبية احتياجات الفقراء، وبالنسبة إلى اليهود فإن الصدقة والبر كانا يعنيان شيئاً واحداً، وكان التصدق أعظم عمل يمكن لليهودي أن يفعله وكان ذلك من أولويات الديانة. فالقيام بالتصدق كان يؤكد  للشخص بره ويؤهله للخلاص.

آ (6: 1): “احترزوا من ان تصنعوا صدقتكم قدام الناس لكي ينظروكم، وإلا فليس لكم اجرٌ عند ابيكم الذي في السموات“.

يحذّرنا يسوع من الجانب السلبي لممارسة الصدقة، وهو أن نصنعها من أجل الناس “لكي ينظروكم، أو من أجل إشباع الذات، ويشدد قائلًا: “فلا تعرف شمالك –(الأنا) ما تفعل يمينك“، فإن كان اليمين يُشير إلى نعمة الله التي تعمل فينا، فإنّنا نفسد هذا العمل إن قدّمناه ليس من أجل مجد الله، وإنما لإشباع الأنا، بإعلان العمل للشمال!

 حقًا إن الشمال أو “الأنا” هو أخطر شيء، يمكن أن يشوّه ما تقدّمه نعمة الله لنا خلال عمل يميننا، ويفقد جوهره من خلال الرياء الممتزج بالكبرياء.

كان المراؤون يصنعون الصدقة بينما يُصوّت بالبوق قدّامهم، أي تقدّم لهم دعاية؛ سواء في عطائهم العام في المجامع من أجل احتياجات الجماعة، أم في الأزقّة، حينما يقدّمون للشحّاذين العاديّين صدقة في الطريق العام.

احترزوا من عمل  البرّ بهذا الهدف، فتتركّز سعادتكم في نظرة الناس إليكم، “وإلا فليس لكم أجر عند أبيكم الذي في السماوات”. فقدانكم للأجر السماوي لا يكون بسبب نظرة الناس إليكم، بل لسلوككم سبيل البر بهذا الهدف. في هذا النص لم يمنعنا يسوع من صنع البرّ أمام الناس، لكنّه يحذّرنا من أن نصنعه بغرض الظهور أمامهم.

يسوع في إنجيل اليوم يدعونا، لاسيما ونحن في زمن الصوم، إلى حياة المقاسمة والشعور بالاخرين لا لأجل ان نكسب رضاهم بل ان نكسب رضى الله الذي من خلاله يجازينا  علانية، اعظم من مجازاة المجتمع والناس، لان مجازاة الله هي ابدية.


التعليقات
0 التعليقات
شكرا لك على التعليق

اشترك فى القناة