فيه خيط رفيع بين الحب والإعجاب، كم مرة حسينا بمشاعر في علاقات دخلناها
ومكناش عارفين نفرق ده كان حب ولا مُجرد إعجاب؟!
الإعجاب بشخص ما بيجي نتيجة السلوكيات، النجاحات، الإنجازات اللي حققها و طريقة
التفكير، لما بنُعجب بشخص ما، بنبقى عاوزين نكون شبهه، وبنعتبره قدوة ومثل أعلى لينا.
لكن لما بنحب شخص ما، بنلاقي نفسنا بنحبه مهما كان، إذا كان بيتمتع
بالصفات اللي بتفرض الإعجاب أو لأ. الأديب نجيب محفوظ قال في أحد مقولاته الرائعة: “أقصى
درجات السعادة هو أن نجد من يحبنا فعلاً يحبنا على ما نحن عليه أو بمعنى أدق يحبنا برغم ما
نحن عليه”، وده يفسر وجود أزواج أو أحباء تحسهم يمكن مش متوافقين ظاهرياً وبتبقى مستغرب ازاي بقوا سوا، إنه الحُب يا سادة!
لو حبينا نعرف الحب والإعجاب من حيث نقط الاختلاف، ممكن ببساطة نقول:
الحب
شعور جميل، بيخليك تحس بالسعادة، وسعادتك دي بيكون مصدرها سعادة الحبيب، لما بتحب
بيسيطر عليك تلقائياً شعور الإيثار والرغبة في تلبية مطالب الطرف الآخر، بتكون احتياجات الحبيب
قبل احتياجاتك الخاصة، بتلاقي نفسك بقيت شخص معطاء في يوم وليلة!
الحُب مسؤولية، نضج، مشاركة، بيكون فيه تخلي عن الأنانية، الحب بيكون إحساس دائم،
نعم، بيكون فيه صعود وهبوط، بس للحب قوة بتكون كفاية لتسوية كل الخلافات.
لما بنحب بنكون مدركين ومتقبلين لعيوب الحبيب، وبنلاقي نفسنا بنديله امتيازات
وبنخلقله أعذار له هو بس دوناً عن الكل، بيبقى اللي يحق للي بنحبه ما يحقش لحد غيره!
الإعجاب
هو شعور بالانجذاب لشخص ما، شعور بيخلي عندك نوع من الفضول والرغبة إنك تعرفه عن
قرب، بعد فترة من التعارف بتلاقي نفسك وصلت إلى مفترق طرق، يا إما بيتطور الإعجاب لحب، أو
بتختفي مشاعرك تجاه الشخص ده، وبتفقد الاهتمام بيه وبتختفي اللهفة اللي كانت موجودة مع الوقت.
بيكون فيه نوع من أنواع التحفظ غير المقصود، في وجوده بتكون مش على راحتك،
بتحاول متظهرش عيوبك، بتلاقي نفسك بتبذل مجهود عشان تثير إعجابه، بيكون إحساس مؤقت، بتكون
المشاعر مش بالقوة الكافية، أي جدال بيكون كفيل لإنهاء العلاقة، وسوء الفهم بيكون هو الغالب.
بين الحب والإعجاب
– الشكل مقابل التفاصيل!
الإعجاب بيكون بالشكل أو بالمظهر وطريقة الكلام، أما الحُب فهو مختلف تماماً لأن
بيكون فيه عشق للتفاصيل، بيكون فيه حب للعيوب قبل المميزات، الحب بيتخطى فكرة الإعجاب بالشكل الخارجي، بتحس إنك
مفتون بحاجات تانية كمان زي النظرة للحياة، طريقة التفكير، الشخصية، التعامل مع الآخرين، باختصار بتبقى معجب بكل حاجة،
وده بيبقى فرق جوهري بين الحب والإعجاب.
– مستقبل العلاقة!
مشاعر الإعجاب مش بتكون كافية إنها تخليك تفكر فى مستقبل العلاقة على المدى الطويل،
خطوة التفكير المستقبلي دي ما بتحصلش في الغالب إلا لو كان فيه مشاعر حب، لأن مرحلة الإعجاب بتكون سطحية نوعاً
ما، مبتتخطاش الأحاديث اليومية، وبيكون فيها تفكير اليوم بيومه، لكن لو فيه حب حقيقي، بيكون في تفكير جدي ناضج وتخطيط
لمستقبل الحب ده.
– التنازلات!
في مرحلة الإعجاب، محدش بيقدم تنازلات حقيقية أو بيغير نمط حياته أو بيتخلى عن
جزء من حريته بناءً على مجرد مشاعر إعجاب بشخص ما، على عكس الحُب اللي وارد يكون فيه تقديم
لبعض التنازلات وبيكون فيه بعض التعديل لنمط الحياة أحياناً، لصالح الوصول لنقطة التقاء، لصالح
الحب.
– الخوف!
لما تكون بتحب، بيكون فيه نوع من أنواع الخوف، الخوف من ضياع الحب ده أو من فقدان
الحبيب، على عكس الإعجاب، مبيكونش فيه شعور الخوف ده، مشاعر الخوف دي بتكون من الإشارات الواضحة إنك بتحب وإنه
مش مجرد إعجاب.
طبعاً كل دي مجرد دلالات أو إشارات مبدأية، ممكن تساعدنا إننا نفرق بين مشاعر الحب
و الإعجاب، وطبعاً مفيش قواعد ثابتة، بس ساعات الواحد بيبقى عاوز يفهم نفسه، بيبقى عاوز يدرك حقيقة شعوره، ومن
الوارد جداً إن الإعجاب يتحول لحب، وده بكثرة الاحتكاك والتقارب، وساعتها بنحس بالفرق، ومن الممكن نفضل في مرحلة الإعجاب
والموضوع ما يتطورش أكتر من كده.
لو عجبتك وردة هتقطفها، أما إذا حبيتها هتسقيها كل يوم، الحُب بيدوم لفترة
طويلة، أما الإعجاب فمدة صلاحيته بتنتهي بسرعة، الإعجاب صنع في الصين!
ها، عرفت بقى مُعجب ولاّ بتحب؟!