البابا فرنسيس: عظة "أنت ابن الله وأنا خاطىء!"
في عظته الصباحية من دار القديسة مارتا
"إنّ اعترافنا بأننا خطأة يجعلنا منفتحين إلى الانذهال بلقاء
يسوع" هذا ما قاله اليوم البابا فرنسيس في أثناء عظته الصباحية من دار
القديسة مارتا وفيه تحتفل الكنيسة بعيد القديس غريغوريوس الكبير، بابا
ومعلّم الكنيسة.
توجد طريقتان للالتقاء بيسوع
تقدّم لنا ليتورجيا اليوم مقطعًا من إنجيل القديس لوقا (5: 1 –
11) حين طلب يسوع من بطرس أن يسير في عُرض البحر ويرسل شباكه للصيد مع
التلاميذ بعد أن كانوا قد أمضوا الليل كلّه ولم يصيبوا شيئًا. انطلاقًا من
هنا، تحدّث البابا عن أنّ الإيمان هو لقاء مع الرب، قائلاً: "دعونا نفكّر
بأنّ يسوع أمضى معظم وقته في الطريق بين الناس، وعند حلول المساء، لم يذهب
وحده للصلاة بل التقى الناس وبحث عنهم. من جهتنا، توجد طريقتان للالتقاء
بالرب. الأولى هي طريقة بطرس والرسل والشعب: لقد استخدم الإنجيل العبارة
ذاتها لهؤلاء الناس والشعب والرسل وبطرس وبقوا منذهلين: إنّ الانذهال غمر
الجميع. واستولى عليهم الرعب قائلين في أنفسهم: "من هو هذا الرجل حتى
يتكلّم بهذا السلطان؟ لم يتحدّث أحد هكذا من قبل" وفي المقابل، نجد علماء
الشريعة الذين لم يتركوا للانذهال سبيلاً لقلوبهم قائلين: "آه إنه رجل ذكي،
ما يقوله هو صحيح إنما نحن لا نشاطره الرأي. لنقم بحساباتنا ونضع مسافة
بيننا وبينه".
حتى الشياطين تعرف بأنّ يسوع هو ابن الله
أوضح البابا بأنّ حتى الشياطين تعترف بأنّ يسوع هو ابن الله
وعلماء الشريعة عجزوا عن ذلك وانغلقوا في اكتفائهم الذاتي وكبريائهم. لقد
اعترف بطرس بأنّ يسوع هو المسيح ولكنّه أقرّ أيضًا بأنه خاطىء على عكس
علماء الشريعة الذين قالوا: "إنّ هذا الشخص يقوم بالعجائب.." عوض القول:
"نحن خطأة ومكتفون بذواتنا..." أن نعجز عن الاعتراف بأننا خطأة يبعدنا عن
الاعتراف الحقيقي بيسوع المسيحي وهذا هو الفرق".
من السهل أن نعترف بأنّ يسوع هو ابن الله إنما يصعب علينا أن نعترف بأننا خطأة
"يوجد فارق كبير بين تواضع من يعترف بأنه خاطىء وبين كبرياء
الفريسي الذي يتقن التحدّث عن نفسه. إنّ قدرتنا بالاعتراف بأننا خطأة
تجعلنا منفتحين إلى الانذهال بلقاء يسوع المسيح، اللقاء الحقيقي. حتى في
رعايانا ومجتمعاتنا، وحتى بين المكرّسين كم نجد من الأشخاص الذين يقدرون
على الاعتراف بأنّ يسوع هو الرب؟ الكثيرون! ولكن كم من الصعب أن نجد
أشخاصًا يقولون بصدق: "أنا خاطىء! أنا خاطئة!" يسهل علينا أن نقول عن الآخر
بأنه خاطىء، أليس كذلك؟ تتحدّثون عن هذا وذاك، كلّنا علماء في هذا المجال،
أليس كذلك؟ إنما لكي نقوم بلقاء حقيقي مع يسوع، علينا أن نقوم باعتراف
مضاعَف: "أنت ابن الله وأنا خاطىء" على أن لا يكون اعترافًا نظريًا".
ثم ختم البابا عظته قائلاً: "لنسأل الله أن يمنحنا نعمة
اللقاء به إنما أيضًا أن نسمح لأنفسنا بالالتقاء به وأن ننذهل به، مردّدين:
"أنا أعترف بأنّ يسوع هو ابن الله وبأني خاطىء".