أيّها الإخوة والأخوات الأعزّاء، في هذه المرحلة الأخيرة من
مسيرة تعاليمنا حول العائلة نوجّه نظرنا إلى الأسلوب الذي تعيش فيه العائلة
مسؤوليّة نقل الإيمان إلى داخلها وإلى الخارج.للوهلة الأولى، قد تبادر إلى
أذهاننا بعض التعابير الإنجيليّة التي قد تبدو بأنّها تضع علاقات العائلة
وإتّباع يسوع في تناقض. على سبيل المثال: "مَن كانَ أَبوه أو أُمُّه
أَحَبَّ إِلَيه مِنّي، فلَيسَ أَهْلاً لي.إنّ يسوع، بالطبع، لا يريد أن
يُلغي الوصيّة الرابعة! ولا يمكننا أن نفكّر أيضًا أنّ الربّ يطلب منّا
الآن ألاّ نبالي بهذه الروابط! بل على العكس، لأنّ يسوع عندما يؤكّد على
أولويّة الإيمان بالله، فهو لا يجد شيئًا أهمّ من العواطف العائليّة
ليقارنها بها. إنّ الدعوة لوضع الروابط العائليّة في إطار الطاعة للإيمان
والعهد مع الربّ لا تزدريها، وإنّما على العكس، تحميها وتحرّرها من سلاسل
الأنانيّة وتحفظها من الإنحلال وتنقلها إلى أمان حياة لا تعرف الموت.
وعندما تسمح العواطف العائليّة بأن يتمّ تحويلها إلى شهادة للإنجيل، تصبح
قادرة على القيام بأمور لا يمكن تصوّرها، تجعلنا نلمس بأيدينا الأعمال التي
يقوم بها الله في التاريخ. صلّوا من أجلي، ولنصلِّ من أجل بعضنا البعض لكي
نصبح قادرين على اكتشاف حضور الله وقبوله. فيحمل الروح "بلبلة" فرح إلى
العائلات المسيحيّة وتخرج مدينة الإنسان من إحباطها.
أُرحّبُ بالحجّاجِ الناطقينَ باللغةِ العربية، وخاصةً
بالقادمينَ من الشرق الأوسط. أيّها الإخوةُ والأخواتُ الأعزّاء، إنّ
العائلة هي المكان الذي نتعلّم فيه جميعًا معنى التواصل بالمحبّة المتبادلة
وهي بشكل خاص المكان المميّز لنقل الإيمان. عيشوا رسالتكم هذه وكونوا في
المجتمع كالخمر الجيّدة في عرس قانا. ليبارككم الربّ.