المفتاح الاول للنجاح " الدوافع "



المفتاح الاول " الدوافع " ( محرك السلوك الانساني)




" نصيب الانسان موجود بين يديه " فرانسيس بيكون
-من دون دوافع لاتكون عندنا رغبة في عمل اي شئ
- -اي شخص كان يشغل وظيفة ممتازة ويتقاضي مرتبا محترما ولكنه ترك عمله ، لانه لم يكن لديه دوافع كافية للاستمرار في العمل
-  - عندما يكون لديك دوافع وبواعث نفسية يكون عندك حماس اكثر وطاقة اكبر ، ويكون ادراكك افضل بعكس اذا كانت عزيمتك هابطة فلا تكون عندك طاقة ، ويتجه تركيزك واهتمامك نحو السلبيات فقط وتكون النتيجة هي التدهور في الاداء
ما هي الدوافع وماهو مصدرها وكيف يمكن ان تكون لدينا دوافع ؟ والاهم من ذلك كيف نحافظ على بقائها معنا بالاستمرار ؟
كلمة دافع هي بالانجليزية " موتيفاشن " " Motivation " جاء مصدرها من الكلمة اللاتينية " ماتيري " " Matere " ومعناها يتحر عن ويعبر قاموس " ويبستر " " Webster " كلمة الدوافع بانها الشئ الذي يدفع الانسان للتصرف او الحركة ولو قمنا بتحليل كلمة  " موتيفاشن " " Motivation " نجد انها مركبة من كلمتين     "موتيف  + اكشن " يعني التصرف الناتج عن الدافع .
ما هو مصدر الدوافع ومن اين يأتي ؟
قال " دنيس وتيلي " مؤلف كتاب " سيكولوجية الدوافع " تتحكم قوة رغباتنا في دوافعنا وبالتالي في تصرفاتنا
قصة  سر النجاح :
ذهب شاب الى  احد حكماء الصين ليتعلم منه سر النجاح وسأله " هل تستطيع ان تذكر لي ما هو سر النجاح ؟ فرد عليه الحكيم الصيني بهدوء قائلا : " من رغباتك المشتعلة " وباستغراب سأله الشاب " وكيف تكون عندنا الرغبات مشتعلة " ومن هنا استأذن الحكيم الصيني لعدة دقائق ثم عاود ومعه وعاء كبير ملئ بالماء وسأل الشاب " هل انت متأكد انك تريد معرفة مصدر الرغبات المشتعلة فأجاب بلهفة " طبعا " فطلب منه الحكيم ان يقترب من وعاء الماء وينظر فيه ونظر الشاب الى الماء عن قرب وفجأة ضغط الحكيم بكلتا يديه على راس الشاب ووضعها داخل وعاء الماء ومرت عدة ثوان ولم يتحرك الشاب ثم بدأ يخرج رأسه من الماء ببطئ ولما بدأ يشعر بالاختناق بدأ يقاوم بشدة حتى نجح في تخليص نفسه واخرج راسه من الماء ثم نظر الى الحكيم الصيني وسأله بغضب " ما الذي فعلته " فرد عليه وهو ما زال محتفظا بهدوئه وابتسامته سائلا " ما الذي تعمله من هذه التجربة " فقال الشاب " لم اتعلم شيئا " فنظر اليه الحكيم الصيني قائلا : لا فقد تعلمت الكثير ففي خلال الثواني الاولى اردت ان تخلص نفسك من الماء ولكن دوافعك لم تكن كافية لعمل ذلك وبعد ذلك كنت دائما راغبا في تخليص نفسك فبدأت في التحرك والمقاومة ولكن ببطئ حيث ان دوافعك لم تكن قد وصلت بعد لاعلى درجاتها واخيرا اصبحت عندك الرغبة المشتعلة لتخليص نفسك وعندئذ فقط نجحت لانه لم تكن هناك اي قوة باستطاعتها ان توقفك عندما تكون لديك الرغبة المشتعلة فلن يستطيع احد ايقافك  .
نستخلص من ذلك ان الرغبة هى اول قاعدة للنجاح فالرغبة هي غرس البذور في ارض النجاح
وهناك ثلاثة انواع للدوافع :

1 – دافع البقاء

2 – الدوافع الخارجية

3 – الدوافع الداخلية


1 – دافع البقاء :
اهم الدوافع للانسان هو دافع البقاء " ابراهام ماسلو "
دافع البقاء هو الذي يجبر الانسان على اشباع حاجاته الاساسية مثل الطعام والماء والهواء بحيث ان لو كان هناك اي نقص في اي من حاجاته الاساسية هناك دافع اساسي داحل جسم الانسان يقوم بتنبيهه ومع سرعة تحرك الخلايا العصبية في المخ بخصوص هذا النقص ينشط الانسان جسميا ليصبح عنده الدافع للقيام بعمل ما يلزم لاشباع هذا النقص وعند تحقيق ذلك يعود الجسم لحالته الطبيعية .
مثال :
في الغابات توجد صفة مشتركة بين الاسد والغزال فمع بداية اليوم في الصباح ياخذ كل منها في الجري بسرعة  فالاسد يعلم انه يجب عليه ان يجري اسرع من ابطء غزالة والا فانه سيموت جوعا ، والغزالة تعلم انه يجب عليها ان تجري بسرعة اكبر من اسرع اسد ، والا فانها ستكون فريسة له وحتى ان لم تكن لديها الرغبة في الجري فلا بد من الجري بسرعة محافظة على البقاء .
لو انك اثناء عبورك لاحد الطرق السريعة لمحت فجأة احدى سيارات النقل تتجه نحوك بسرعة فماذا سيكون تصرفك؟
ستجري باقصى سرعة طبعا .
لو انك عدت الى منزلك بعد يوم عمل مرهق ولم تكن لديك طاقة للقيام باي شئ ، وقررت الاسترخاء امام شاشة التلفاز ولكن فجأة سمعت احد يصرخ " حريق – حريق "
طبعا ستغادر المكان باسرع ما يمكن ولكن من اين جئت بهذه الطاقة التى كانت منعدمة
يقول الدكتور ابراهيم الفقي :
في احدى محاضراتي عن الطاقة سألني احد الحاضرين " لو ان شخصا مريضا خرج لتوه من المستشفى فهل تظن ان دافع البقاء سيكون له اي تاثير عليه ؟
وكان ردي " طبعا بالتاكيد فمثلا عند خروجه من المستشفى لو جرى وراءه كلب مسعور سيجري هذا المريض اسرع من اي بطل من ابطال الجري
-          وبناء على ذلك فكيفما كانت طريقة حياتك واصبح بقائك مهددا فستصبح يقظا وسيكون حماسك اقوى لانقاذ نفسك .

النوع الثاني : " الدوافع الخارجية "

هذا النوع من الدوافع يكون مصدره العالم الخارجي فقد يكون محاضرا ممتازا مثلا او احد الاصدقاء او احد افراد العائلة او احد المجلات او الكتب ولكن مشكلة الدوافع الخارجية في انها تتلاشي بسرعة .

اذا حضرت اي محاضرة بهدف تنشيط الدوافع النفسية
فكم كان مقدار حماسك بعد اسبوع من المحاضرة وكم كان مقدار هذا الحماس بعد شهر ، بعد ستة اشهر ، بالطبع كانت درجة الحماس في انخفاض اليس كذلك ؟
مثال اخر :
لو ان رئيسك في العمل قابلك بابتسامه لطيفة فهل هذه المقابلة لها تاثير على يومك في العمل ؟ ولو حدث عكس ذلك وقابلك بطريقة جافة او بدون سلام فهل لهذا ايضا تاثير على يومك ؟ بالتاكيد ان ذلك سيؤثر على يومك ومن الممكن ان يؤثر على حالتك النفسية لمدة طويلة للاسف يعتمد الانسان اعتمادا كبيرا على الدوافع الخارجية حتى يشعر بتقدير رؤساءه واصدقائه وافراد العائلة فنحن دائما نحتاج لرضا الاخرين ونحب دائما ان نكون مقدرين ونريد ان ينظر الناس الينا نظرة احترام حتى نشعر بقيمة انفسنا .
يقول " بنيامين فرانكلين "
نظرات الاخرين لنا هي التى تهدمنا ولو كان من حولي من العميان ما عدا انا لما احتجت لثياب انيقة ولا لمسكن جميل ولا لاثاث فاخر .
معظم شركات التامين تنظم سنويا مسابقات بين مندوبي المبيعات لديها فالمندوب الذي يحقق اعلى نسبة مبيعات يفوز برحلة شاملة لجميع التكاليف لشخصين الى احدى الجزر الجميلة في العالم وتبين ان المندوب الذي تصل حجم مبيعاته خلاص المسابقة الى ثلاثة الاف دولار في الاسبوع فترتفع مبيعاته بنسبة 50 % ولكن بعد اسبوع من انتهاء المسابقة تنخفض مبيعاته الى الف وخمسمائة دولار في الاسبوع ! فما السبب في ذلك بالرغم من ان المندوب هو نفسه ويعمل لدى نفس الشركة ويبيع نفس السلعة وفي نفس السوق الا ان الدوافع قد تغيرت وهذه هي مشكلة الدوافع الخارجية حيث يتلاشى تاثيرها بسرعة .
يقول دكتور ابراهيم الفقي ( رحمه الله )
بعد تعييني مديرا عاما لاحد الفنادق الكبيرة انتظرت ان اتلقى التهاني الكثيرة وطال وانتظاري على غير ما توقعت وجاء رئيسي لزياتي في المكتب وراي باقة جميلة من الورد فسالني ما هذا الورد الجميل ومن الذي ارسله لك وقرا البطاقة الموجودة على الباقة وكان مكتوبا عليها " عزيزي ابراهيم .. اجمل التهاني القلبية انا فخور جدا لنجاحك " وكان التوقيع ابراهيم الفقي !!
فساله رئيسه وعلى وجهة علامة الدهشة " ما هذا هل انت الذي ارسلت الورد لنفسك  ؟
وكان ردي  " طبعا لقد انتظرت ان اتلقى باقة من الورد ولما طال انتظاري قررت ان اقوم انا بهذا العمل حيث انني لم اجد احد يقدرني اكثر مني "
*قال مارك توين " يمكنك الانتظار متمنيا حدوث شئ مايجعلك تشعر بالرضا تجاه نفسك وعملك ولكن يمكنك ان تضمن السعادة اذا اعطيتها لنفسك .
وقال احد حكماء الصين : ما ينشده الراجل السامي يجده في نفسه ، وما ينشده الرجل العامي يجده في الاخرين

النوع الثالث من الدوافع : الدوافع الداخلية
هذا النوع من الدوافع هو اقواها واكثرها بقاء حيث انك بالدافع الداخلي تكون موجها عن طريق قواك الداخلية الذاتية التى تقودك لتحقيق نتائج عظيمة .
مثال السيدة التي كانت متزوجة ، وعندها خمسة اطفال وكانت علاقتها بزوجها على ما يرام حيث انها كانت تقوم برعايته على اكمل وجه ، وايضا برعاية الاطفال وشئون المنزل ولكن فجاة تركها زوحها وارتبط بامراة اخرى وبدلا من ان تبكي وتحزن على تركه لها فقامت بمواجهة  التحدي الكبير فبحثت عن عمل ووجدت فرصة كعاملة نظافة في فندق صغير وفل اقل من خمس سنوات بمجهوداتها ودوافعها الداخلية اصبحت مالكة هذا الفندق .
ويحكي التاريخ قصة ( هيلين كيلر ) السيدة الصماء العمياء التى اصبحت من اقوى المعلمات والكاتبات ، ولكن قليل من الناس تحدثوا عن ( آن سولومون ) وهي التي كانت وراء نجاح ( هيلين ) فقد كانت المصاحبة لها ومعلمتها وصديقتها ومصدر الهامها وظلت معها سنوات طويلة وكانت واثقة من قدرات هيلين وبالرغم من انه لم يكن هناك اي الزام على ( آن ) ان تاخذ تلك المسئولية الصعبة الا ان ايمانها الشخصي النابع من داخلها هو الذي كان يقودها ، اي ان دوافعها الداخلية هي التي كانت توجهها .
*فلو اردت ان تتدرب في احد النوادي الرياضية واتفقت مع احد اصدقائك ليصحبك الى هذا التدريب وفي اخر لحظة وبالرغم من اتفاقكم الغي صديقك الموعد ، فهل ستذهب للتدريب بمفردك ام انك ستقوم انت الاخر بالغاء التدريب ؟
دوافعك الداخلية ستقول لك : انك اذا تدربت سيكون جسمك اقوى وصحتك افضل وسيرتفع مستوى طاقتك وستقودك دوافعك الداخلية للذهاب الى التدريب مهما حدث سواء بمفردك او بصحبة الاخرين .
-          الدوافع الداخلية هي السبب في ان يقوم الشخص العادي بعمل اشياء اعلى من المستوى العادي ويصل الى نتائج عظيمة ... هي القوى الكامنة وراء نجاح الانسان ... هي الفرق الذي يوضح التباين في حياة الاشخاص ... هي القوة التي تدفعك الى ان تزرع الزهور بنفسك بدلا من ان تنتظر احدا يقوم بتقديمها لك ...
الدوافع الداخلية هي النور الذي يشع من انفسنا هي المارد النائم بداخلنا في انتظار ان توقظه
وكما قال ( رالف والدو مرسون )
" مايوجد امامنا وما يوجد خلفنا يعتبر ضئيلا جدا بالمقارنة بما يوجد بداخلنا "

*كيفية تنشيط الدوافع في خمس خطوات :

1 – التنفس :
خذ شهيقا يساوي العد الى اربعة ، ثم اخرجه بزفير يساوي العد الى اربعة ، وتنفس دائما بهذه الطريقة اثناء التجربة
2 – وضع الجسم :
اجلس واقف واكتافك مفرودة وراسك مرفوعة
3 – التأكيد :
ردد في داخلك خمس مرات رسالة شخصية تقول " انا قوي " اعط لهذا التأكيد صوتا في قوة الرعد صادرا من جسمك ، وردد هذه الرسالة خمس مرات بصوت عال " انا قوى "
4 – ربط الاحساس كن واثقا من تاكيداتك واربط شعورك بكل حواسك ، بمعنى انك لا يجب ان تقول بطريقة ضعيفة " انا قوي " وايضا لا تقول " ربما انا قوى " او احتمال ان اكون قويا " ولكن لابد ان تقول ذلك بعبارة حاسمة " انا قوي " بقوة مربوطة باحاسيسك .
5 – الربط :
هل تذكرك احدى الاغنيات بشخص معين ؟
اذا كان الامر كذلك ، فهذه الاغنية هي عبارة عن رابط ومثال واضح عليه .
حدث ان نوعا معينا من العطور جعل احد الاشخاص يخطر على بالك ؟ وحياتنا مليئة بالامثلة على الروابط .

ما هو الرابط ؟؟؟
اذا شعرت بعاطفة قوية ومؤثرة وسمعت في نفس الوقت اغنية معينة ومر عليك عامل مؤثر فهذه التجارب سترتبط ببضعها عصبيا
بافلوف ( عالم روسي )
كان بافلوف يقوم في كل مرة بدق الجرس عند تقديم الطعام لكلبه وكان من الطبيعي ان يسيل لعاب الكلب عند تقديم الاكل و بعد فترة قصيرة تكون ربط عصبي عند الكلب ما بين تقديم الاكل ودق الجرس ، وبعد ذلك تعمد ان يدق الجرس بدون ان يقدم اي طعام للكلب فكانت النتيجة ان سال لعاب الكلب بمجرد سماعه للجرس رغم وجود الطعام .
والانسان يتصرف على نفس النمط فالعطور والصور والكلام والحركات يمكن ان تكون روابط تعيد الى اذهاننا مواقف معينة وتجعلنا نعيش مرة اخرى في التجارب التى مررنا بها من قبل .
خلق الرابط :
فكر في تجربة ادت الى ارتفاع درجة حماسك جدا في الماضي تنفس بقوة وافرد اكتافك وارفع راسك وعندما تكون احساساتك قوية المس الرابط المتعلق بهذه التجربة وردد خمس مرات " انا قوي ... انا قوي " والان ارفع يدك عن الرابط ثم المس الرابط مرة اخرى ما الذي تشعر به الان ؟ وما الذي تسمعه بداخلك .

*استراتيجية الدوافع القوية :
1 – قم بشراء دفتر مذكرات ودون فيه يوميا على الاقل ثلاثة اشياء ناجحة قمت بها في ذلك اليوم ، وليس من المعفول ان يكون ظنك انك لم تقم بعمل شئ ناجح على الاطلاق في اليوم لانك ما زلت تتنفس وبصحة جيدة وعندك افكار جيدة ولك علاقات اطلق على هذا الكراس " رفيقي الى النجاح " واقرا من وقت لاخر ، لان ذلك سيزيد في حماسك بسرعة
2 – قم بعمل قائمة بالاشياء التي تريد شراءها وفي كل مرة تنجز عملا ناجحا اشتر لنفسك شيئا من هذه القائمة ، قد يكون العمل الناجح هو صفقة مربحة او مجاملة لصديق لك او ضبط لعواطفك عند اللزوم ، قد تكون مكافئتك هي دعوة على العشاء او شراء كتاب مثلا او مشاهدة فيلم مضحك .... الخ
3 – قم بعمل شئ خاص بك مرة  في الاسبوع ، كسماع موسيقاك المفضلة مثلا او القيام بتمارين رياضية او تناول وجبة صحية او التنزه في مكان هادئ
4- تدرب على الربط ثلاث مرات يوميا ، وتاكد ان تقوم بعمل ذلك باحساس وشعور صادق ، وتاكد ان تنجح في كل مرة حتى تصبح هذه العملية تلقائية ... سر على الدرب خطوة خطوة هذه حياتك
تذكر دائما
عش كل لحظة كانها اخر لحظة في حياتك عش بالايمان ، عش بالامل ، عش بالحب ، عش بالكفاح وقدر قيمة الحياة

 




التعليقات
0 التعليقات
شكرا لك على التعليق

اشترك فى القناة