سرّ الإفخارستيّا
· معنى "السّرّ" ما معنى
كلمة "سرّ" ؟
- هناك ثلاث كلماتٍ باللّغة العربيَّة بمعنى "سرّ"،
لكلِّ منها معنى مختلف:
Ø Secret: شيءٌ
غامضٌ/مُبهمٌ.
Ø Sacremuntum: السّرُّ هو
الّذي كُلُّما تعمقنا فيه، لا نستطيع أن نسبر غوره (ق أُغسطينوس)، يُطلق على أسرار
الكنيسة السّبعة، الّتي أسسها يسوع المسيح.
السّرُّ = علامة خارجيَّة (القمح، الخمر) + نعمة داخليَّة مجّانيّة (الاتِّحاد بالمسيح)
خادم السّرِّ = الكاهن (في حال
النّعمة)
Ø Mysterion: يُطلق على أسرار
الإيمان (التُجسّد، الفداء، الخلاص).
· نقطة الانطلاق: مُقارنةٌ بين الخبز العادي وخبز
الإفخارستيّا
الخبز
العادي
|
خبز
الإفخارستيّا
|
- غذاء الجسد.
- يمنح قوّةً للحياة الأرضيَّة.
- خبزٌ جسديٌّ/أرضيٌّ/ترابيٌّ.
- يُؤكل فرديًّا/جماعيًّا.
- يُعطى لجميع البشر.
- خادم المطبخ/السّفرة: أي شخصٍ.
- يُؤكل بدون
استعدادٍ/تهيئةٍ.
|
- غذاء النفس والرّوح.
- يمنح الحياة الأبديَّة (غفران
الخطايا).
- خبزٌ مُقدِّسٌ من الله.
- يُؤكل جماعيًّا (جماعة
المؤمنين جسدٌ واحدٌ/قربانةٌ كاملةٌ).
- يُعطى للمعمّدين الأحياء.
- خادم السّرِّ: الكاهن
باستحقاقات نعمة يسوع المسيح.
- يحتاج لتهيئةٍ داخليَّةٍ
وخارجيَّةٍ.
|
"
سمعتُ ما يشبه صوتًا يأتي من العُلى: أنا خبز الأقوياء، صرْ كبيرًا وكُلني!
لكنَّكَ لن تحوّلني إليكَ كما لو كنتُ غذاءً للجسد، إنَّما أنتَ الّذي ستتحوّل إلى
ما أنا عليه" (ق أوغسطينس)
" إنَّ الكنيسة تحيا من
الإفخارستيّا" (البابا يُوحنَّا بولُس الثّاني، الإفخارستيّا حياة الكنيسة)
" أن لا لم نتناول القربان هو
بمثابة الموت من العطش قرب نبع مياه" (خوري آرس)
·
ألقاب الإفخارستيّا
الاجتماع
|
سرّ
الشّركة/شركة الجماعة
|
سرّ
القربان المُقدِّس
|
الّذبيحة
المُقدِّسة السّرِّيَّة
|
كسر الخبز
(أع2: 42)
|
اللّيتورجيّا
الإلهيَّة
|
الأنافورا
|
العشاء
الإلهيِّ/السّرِّيّ
|
سرّ
الشّكر
|
القدّاس
الإلهيِّ
|
التّقدّمة
|
سرّ
المحبَّة (ق توما الأكويني)
|
سرّ
المذبح
|
مائدة
الرّبِّ/المائدة المُقدِّسة
|
خبز
الله/خبز السّماء
|
سرّ
الوحدة (ق توما الأكويني)
|
كأس
الخلاص
|
سرّ
الأسرار
|
قُبلة
الحياة
|
غذاء
الملكوت
|
طعام
الملائكة (مز78: 25)
|
دواء
الخُلود
(ق
إغناطيوس الأنطاكي)
|
الزّاد
الأخير
|
سرّ
التّقوى
|
الوليمة
الفصحيَّة
|
سرّ
الحُبِّ الثّالوثيّ
|
بهاء
الحقيقة
|
عشاء عُرس
الخروف (رؤ19: 9)
|
قلب رسالة
يسوع
|
سرّ الإيمان
|
سرّ
الرّجاء الجديد
|
جسر
السّلام
|
سرّ
التحرير
|
سرّ
العريس والعروس
(البابا
يُوحنَّا بولُس الثّاني)
|
سرّ
العبادة والتّقدّيس
|
سرّ ع.ج
|
سرّ
السّبت
|
سرّ ذبيحة
الصليب
|
.........................
|
·
صور الافخارستيا في العهد القديم
-
أولى
الذبائح التي قدمت هي ذبيحة هابيل وهو أول كاهن يقدم ذبيحة لله وهذه منذ بداية سفر
التكوين.
-
نجد في سفر
ملاخي1/10-11" فمِنْ مَشرِقِ الشَّمسِ إلى
مَغرِبِها اَسمي عظيمٌ في الأُمَمِ، وفي كُلِّ مكانٍ يُحرَقُ لاَسمي البَخورُ وتُقرَّبُ تقدِمةٌ طاهرةٌ،
لأنَّ اَسمي عظيمٌ في الأُمَمِ، أنا الرّبُّ القديرُ"
-
كان لدى اليهود ذبائح عديدة ومتنوعة،
ولكن على لسان نبيه سيأتي وقت لا يرتض بمثل هذه الذبائح؟؟؟ لأنه سيقبل ذبيحة أخرى
طاهرة تقدم لكل الأمم وفي كل مكان.
-
(مز109/4"أقسم الرب ولن يندم أن أنت كاهن إلى
الأبد على رتبة ملكيصادق" وتؤكد لنا الرسالة إلى العبرانيين5/5-6" وكذلِكَ
المَسيحُ ما رفَعَ نَفسَهُ إلى هذا المَقامِ، بَلِ الله الذي قالَ لَه: «أنتَ
اَبني وأنا اليومَ ولَدتُكَ«. وقالَ لَه في مكانٍ آخَرَ: «أنتَ كاهِنِ إلى الأبَدِ على رُتبَةِ
مَلكيصادَقَ«" قدم ملك صادق "ملك البر خبزا وخمرا وفي هذا رمز ليسوع
المسيح الذّي قدم جسده ودمه تحت شكلي الخبز والخمر.
· نصوصٌ ومفاهيم إفخارستيَّةٌ (العهد الجديد)
- (مت26: 26-29؛ مر14: 22-25؛ لو22: 15-20؛ يو6؛ 1كو11: 23-31).
- تكمن عظمة سرّ الإفخارستيّا في أنَّه لا يمنحنا نعم
يسوع فقط (مثل باقي الأسرار)، بل يمنحنا يسوع ذاته.
- هناك أربعة أفعالٍ قام بها المسيح في الإفخارستيّا: أخذ،
بارك/شكر/قدّس/قال، كسّر/قسّم، أعطى/ناول.
-
إن من يدرس الكلمات التي أسس بها
السيد المسيح سرّ الافخارستيا يجد أن المخلص قدم ذبيحة عندما أسس هذا السرّ. يقول لوقا
(22/19-20) "وأخَذَ خُبزًا وشكَرَ وكسَرَهُ وناوَلَهُم
وقالَ: «هذا هوَ جَسَدي الذي يُبذَلُ مِنْ أجلِكُم. اَعمَلوا هذا لِذِكري «. وكذلِكَ
الكأسُ أيضًا بَعدَ العَشاءِ، فقالَ: «هذِهِ الكأسُ هيَ العَهدُ الجديدُ بِدَمي
الذي يُسفَكُ مِنْ أجلِكُم.
-
وجاء في متى "لأن هذا دمي للعهد
الجديد الذّي يهراق عن كثيرين لمغفرة الخطايا" (مت 26: 28).
-
نجد الألفاظ
التي استخدمها يسوع في صيغة الحاضر "يبذل" و"يسفك"
و "يهراق" لا يمكن أن تنسب إلى ذبيحة الصليب المستقبلة. وإنما
تدل على ذبيحة قدمها المسيح حين قدم جسده مأكلاً ودمه مشربًا. إنها ذبيحة الافخارستيا
فهي ذبيحة العهد الجديد لأنها ذبيحة تذكارية(تأوين) أي أنية لذبيحة الصليب.
-
يقول بولس
في (1كو11/23-26)" فأنا مِنَ الرَّبِّ تَسَلَّمتُ ما
سَلَّمتُهُ إلَيكُم، وهوَ أنَّ الرَّبَ يَسوعَ في اللَّيلَةِ التي أُسلِمَ فيها
أخَذَ خُبزًا وشكَرَ وكَسَرهُ وقالَ: «هذا هوَ جَسَدي، إنَّه لأجلِكُم. إعمَلوا
هذا لِذِكري«. وكذلِكَ أخَذَ الكأسَ بَعدَ العَشاءِ وقالَ: «هذِهِ الكأسُ هِيَ
العَهدُ الجَديدُ بِدَمي. كُلَّما شَرِبتُم، فاَعمَلوا هذا لِذِكري" (النص
الأقدم)
-
لقد أقام الرب ذبيحة الافخارستيا في مناسبة
ذبح حمل الفصح، وكان الحمل الفصحيّ رمزًا لذبيحة الصليب، وذبيحة القداس هي ذبيحة
تذكارية لذبيحة الصليب"
-
يقول القديس ايريناوس" إن الرب
بتأسيسه الافخارستيا قد أبان عن تقدمة العهد الجديد والكنيسة إذ قبلت هذه التقدمة
من الرسل تقدمها هي أيضًا في الأرض كلها"
-
يقول القديس
يوحنا فم الذهب " إن يسوع المسيح قد أمر أن يقدم ويقرب هو نفسه بدلاً من
الحيوانات التي تقرب في الشريعة"
· إشارات الإفخارستيّا في ك.م
1- شجرة الحياة (تك30: 22). 2- تقدّمة ملكيصادق: الخبز والخمر
(تك14: 18-20).
3- المن والسّلوى (خر16: 23-35). 4- ماء صخرة حوريب (مز78: 15-16).
5- ذبيحة الفصح. 6- جمرة المذبح (إش6: 7). 7- معجزة الخمس خبزاتٍ وسمكتينِ (مت14:
14-21). 8- معجزة عُرس قانا
الجليل (يو2: 1-10).
- هيأ يسوع للإفخارستيّا مدة ثلاث سنوات:
v الفصح الأوّل: معجزة تحويل الماء إلى خمر في عُرس قانا الجليل (يو12: 1-12).
v الفصح الثّاني: معجزة تكثير الخبز (يو6: 5-15).
v الفصح الثّالث: غسل الأرجل (يو13)
· علامات السر
أولاً: العلامة الخارجيّة
1- المادة
- خبز
الحنطة (القمح)، وقد يكون خميرًا (القربان) أو فطيرًا (مت26: 17؛ مر14: 12). وفي
حالاتٍ قصوى يمكن استخدام الخبز العادي من القمح.
- عصير
الكرمة (الخمر الطبيعي)، ويُمزج بالماء إشارةً إلى خروج الماء والدّم من جنب
المسيح على الصّليب، وأيضًا إلى اتّحاد ناسوتنا (الماء) بلاهوت المسيح (الدّم). في
الطقس اللاتيني يُضاف نقطة ماء واحدة، وفي الطقس القبطي تكون نسبة إضافة الماء إلى
الخمر 1: 3 (الثّالوث) أو 1: 10 (العشور).
2- الصّورة
- في الطقس
القبطيِّ يحدث التحوّل بصلاة استدعاء الرّوح القدس، في حين أنَّ التحوّل يحدث في
الطقس اللاّتيني بكلام التقديس/التأسيس.
صلاة
الأنافورا = كلام التقديس + صلاة استدعاء الرّوح القدس
ثانيًا: النّعمة الدّاخليّة
- الاتّحاد
بالمسيح، ونوال الحياة الأبديَّة (يو6: 27).
· خادم السّرِّ
- المُحتفل بالسّرِّ هو الأسقف/الكاهن (المُوزع
العادي)، في حين أنَّ الشّماس الإنجيليّ/المُكرّس/الخادم/الرّاهبة/المؤمن العادي
(المُوزع غير العادي).
- إذا كان
خادم السّرِّ خاطئًا، فالأسرار صحيحةٌ ولكنَّها غير جائزة التوزيع عن طريقة،
لأنَّه ليس في حال النّعمة.
هل يتأثر
مفعول السّرِّ بمدى استحقاق خادم السّرِّ ؟
" قد
عمّدَ يهوذا فلم يُعمّد بعده، وعمّدَ يُوحنّا المعمدان فُعمّد بعده؛ لأنَّ
معموديّة يهوذا هي معموديّة المسيح، أمَّا معموديّة يُوحنّا هي من يُوحنّا، فإنَّه
لو كان فعالية الأسرار تتمّ باستحقاق الخادم كان يجب إعادة معموديّة يهوذا، ولمَّا
فُضلّت معموديته عن معموديّة يُوحنّا بشيءٍ" (ق أوغسطينس)
- لا يتأثر
السّرّ بمدى استحقاق الخادم، لأنَّ ضامن السّرِّ هو الرّبّ يسوع المسيح، حيثُ يعمل
السّرّ بقوة الفعل المفعول.
- الاستحالة
الجوهريَّة: - تحوّلٌ كاملٌ/شاملٌ للخبز إلى جسد المسيح، وللنّبيذ (عصير
الكرمة) إلى دم المسيح... تغييرٌ في الجوهر فقط مع ثبات الشّكل واللّون والطعم
والرّائحة والوزن. وليس كما يرى مارتن لوثر أنَّ جوهري الخبز والخمر موجودانِ مع
جسد المسيح ودمه.
- يرجع
استخدام لفظ "الاستحالة الجوهريَّة" إلى ق12م حيثُ أوّل مَنْ
استخدمه البابا اسكندر الثّالث عام 1150م.
- هناك
نوعانِ من التّحوّل:
§ تحوّل جوهري: يتغير الجوهر مع ثبات العرض، مثال: الإفخارستيّا.
§ تحوّل عرضي: ثبات الجوهر مع تغيير العرض فقط.
متّى تتمّ
الاستحالة الجوهريَّة/التّحوّل في القداس ؟
Ø
في الطقس القبطيِّ يتمّ التحوّل من خلال صلاة استدعاء الرّوح
القدس، لأنَّ يسوع تكوّن في أحشاء أمه بفعل الرّوح القدس في مشهد البشارة،
فاللاّهوت الشّرقيّ بنفماتولوجيّ (الرّوح القدس)، لذا يُوضع كرسي المطران
جانبًا، لأنَّ الرّوح القدس هو الّذي يقود.
Ø
في الطقس اللاّتينيّ يتمّ التحوّل من خلال كلام
التقدّيس/التأسيس، فاللاّهوت الغربيّ كريستولوجيّ (يسوع المسيح)، لذا
يُوضع كرسي المطران في المركز/المنتصف.
- المناولة الاحتفاليَّة: تُسمى خطأً أوّل
مناولةٍ؛ لأنَّ الطفل منذُ ولادته يتناول الدّم فقط، ولكن أهميتها في إدراك وفهم
معنى الإفخارستيّا، مع بدء ممارسة الطفل لسرِّ التوبة والمُصالحة.
· تهيئة الإفخارستيّا
- تهيئةٌ داخليَّةٌ: مسيرة توبة وإيمان، ممارسة سرّ
المُصالحة.
- تهيئةٌ
خارجيَّةٌ: الصوم الجسديِّ (ساعة على الأقل)، حضور القداس كاملاً، السّجود،
المداومة على تناول الإفخارستيّا.
· دوام الحضور الحقيقيّ ليسوع المسيح في سرِّ الإفخارستيّا
- الإفخارستيّا سرٌّ يحضر فيه المسيح حقيقةً
(ليس مجرد ذكرى) وكاملاً (في لاهوته وناسوته – بجسده ودمه تحت شكلي الخبز
والخمر)؛ حيثُ يُقرّب ذاته ذبيحةً غير دمويَّةٍ للآب السّماويِّ، ويهب نفسه
للمؤمنين غذاءً لحياتهم (الرّوحيَّة، الجسديَّة، النفسيَّة).
-
الإفخارستيّا هي حضور يسوع لجميع البشر في كلِّ مكانٍ وزمانٍ، مع عدم الخضوع لعنصر
الزّمان أو المكان. فقد ائتمن/سلّم جسده ودمه لكنيسته ليكون حاضرًا إلى الأبد: "
ها أنا معكم كلَّ الأيَّام إلى انقضاء الدّهر" (مت28: 20).
ملحوظة: ناسوت المسيح = جسد حي يحوي دم + نفس بشريَّة + روح.
- تُعتبر
الإفخارستيّا قمة/أعظم الأسرار؛ لأنَّها السّرُّ الوحيد الّذي يمنح المسيح ذاته،
وليس فقط نعم المسيح مثل باقي الأسرار.
صعوبة : يرى البروتستانت أنَّ الإفخارستيّا لا تعني حضور
المسيح حضورًا حقيقيًّا فيها. وللرّد على هذه الصّعوبة:
§ معنى الكلام بطريقةٍ طبيعيّةٍ (يو6) مأكل ومشرب حقيقي.
§ صعوبة التفسير المجازي: " أكل جسده وشرب
دمه" مطاردة دمويَّة.
§ فهم السّامعين لهذا الكلام.
- يسوع حاضرٌ تحت الشّكلينِ، فأصغر نقطة دم/فتات جسد
يحمل يسوع كاملاً بلاهوته وناسوته. فالاحتفال بالسّرِّ يكون بالصّلاة على الخبز
والنّبيذ، في حين أنَّ توزيع السّرِّ يمكن أن يكون تحت شكلٍ واحدٍ (الدّم فقط
للأطفال، الجسد فقط للمرضى والمساجين).
- حضور
المسيح الحقيقي في الإفخارستيّا ليس ضد العقل، بل يتجاوز العقل.
- يظلُّ
الخبز جسد المسيح مادام تكرّس، فيبقى حضور المسيح حقيقيًّا، مادامت الأعراض الّتي
وضعها المسيح سليمةً. ولكن إذا تحوّل الخمر إلى خلٍ، أو إذا تقيأ شخصٌ الجسد، فلا
يعدّ بعد جسد ودم المسيح، وذلك لأنَّه فقد إذًا صفاته العرضيَّة، ففقد صفاته
الجوهريَّة (كونه جسدًا ودمًا للمسيح).
· مفاعيل سرّ الإفخارستيّا
1- الاتِّحاد/الوحدة/الشّركة
- الإفخارستيّا هي اتَّحاد الإنسان بالله (رأسيًّا) "يسوع
حاضرٌ فينا" + اتِّحاد الإنسان بالآخر (أفقيًّا) "يسوع حاضرٌ
بيننا".
اللاّهوت الكاثوليكيّ:
الإفخارستيّا تُثمر الوحدة (ما
المقصود ؟)
ü
على المستوى الشّخصيِّ: الوحدة = وحدة الفعل الإنسانيّ =
الجسد/الرّوح/الفكر/القلب نحو هدفٍ واحدٍ
" مُجتهدين أن تحفظوا
وحدانيَّة الرّوح برباط السّلام. جسدٌ واحدٌ وروحٌ واحدٌ..." (أف4: 3-4)
ü
على المستوى الجماعيِّ: الوحدة = فكر واحد + محبَّة واحدة
" فتمّموا فرحي حتَّى تفتكروا
فكرًا واحدًا ولكم محبَّةٌ واحدةٌ بنفسٍ واحدةٍ مُفتكرين شيئًا واحدًا"
(في2:2)
ü
على المستوى الكنسيِّ: الاستضافة الإفخارستيّة: تقديم الكنيسة
الكاثوليكيَّة الإفخارستيّا للطوائف الأخرى في الحالات الآتية:
1- الاجتماعات المسكونيَّة.
2- المدارس. 3- الزّيجات
المختلطة. 4- أماكن ليس بها سوى
كنيسة واحدة.
اللاّهوت الأرثوذكسيّ: الوحدة
تشترط الإفخارستيّا
" الإفخارستيّا أسمى ظهور سرّيّ
لوحدة الكنيسة" (البابا الطوباوي يُوحنَّا بولُس الثّاني)
" إنَّ جسد الرّبِّ يتّحد
بجسدنا، على وجهٍ لا يُلفظ به، أيضًا دمه الطّاهر يصبّ في شراييننا، وهو كُلُّه
بصلاحه الأقصى يتغلغل فينا" (مار أفرام السّريانيّ)
2- مغفرة الخطايا:
" لأنَّ هذا هو دمي الّذي
للعهد الجديد الّذي يُسفك من أجل كثيرين لمغفرة الخطايا" (مت26: 28)
3- عربون/استباق الملكوت
"... إنَّي من الآن لا أشرب
من نتاج الكرمة هذا إلى ذلك اليوم حينما أشربه معكم جديدًا في ملكوت أبي"
(مت26: 29)
·
إشكاليات حول سرّ الافخارستيا
1- صعوبة تصديق الحضور الفعلي للمسيح بجسده ودمه في الخبز والخمر
بصلوات الكاهن التّقدّيسيَّة.
2- الفروق بين الطوائف بشأن سرّ الإفخارستيّا.
مارتن لوثر: هذا يحوي جسدي
كلفن: هذا قوّة جسدي
زونجيلي: هذا يعني جسدي
المسيح: هذا هو جسدي
3- الاختلاف في طريقة تناول الإفخارستيّا (الجسد/الدّم/الجسد
والدّم).
- إنَّ أصغر نقطة من دم المسيح أو فتات من جسد المسيح
تحمل المسيح كاملاً بلاهوته وناسوته، لذا قد يُوزّع السّر تحت شكل واحد فقط: الجسد
للمريض أو المسجون، الدّم للأطفال. بينما يتم التقدّيس على الشّكلين الخبز
والخمر.
4- اختلاف
مواعيد الصّوم الإفخارستيّ ما بين 9 ساعات وساعة واحدة.
- يجب
التمييز في الأسرار بين الوضع الإلهيِّ والتنظيم الكنسيِّ:
§ الوضع/التأسيس الإلهيّ: أسسه يسوع المسيح، لذا لا يمكن المساس به، مثل المادة والصّورة.
§ التنظيم الكنسيّ: تقوم به الكنيسة لسد الاحتياجات الرّعويَّة بطريقةٍ مناسبةٍ، لذا يمكن
إلغاؤه/تعديله/الإضافة إليه. مثل الصّوم الإفخارستيّ: بدأ بأن يُحضر كُلُّ
شخصٍ عشائه، وبعد العشاء كان يتمّ الاحتفال الإفخارستيّ، ولكن بعد حدوث مشاكل
بخصوص العشاء، من حيثُ عشاء الغني وعشاء الفقير، وفي وقت العشاء وتأثير المشروبات
الكحوليّة، أمر بولُس أن يتعشوا في بيوتهم، ثم يأتون للاحتفال بالإفخارستيّا، وبدأ
الصّوم قبل الإفخارستيّا كفصل لمساوئ عدم الاعتدال في الشّرب، ثم بدأت أوقات
الصّوم تختلف من بلدٍ إلى أخرى، بحسب مناخ البلد وطبيعة العمل والنّاحية الصّحيّة
والعادات والتقاليد.
- الصوم السابق للتناول:
بناء على نظام الكنيسة القبطية الكاثوليكية العامّ الحالي، بخصوص التناول المقدس،
يجب أن يكون المتناول صائما عن الأكل والشرب، ساعة واحدة على الأقل قبل التقدم
للمناولة. أما شرب الماء فلا يمنع التناول.
5- هل يجوز التناول من كاهنٍ خاطئٍ غير مستحقٍ ؟!!!
" مريم المرأة
الإفخارستيّة" (البابا يُوحنَّا بولُس الثّاني)
6- التناول
بالبرشام، والتناول بالقربان
· التناول بالبرشام: خبز فطير (مت26: 17؛ مر14: 12؛ لو22: 7) خميس العهد أوّل أيّام الفطير، كما
أنَّ تهيئة الفصح (السّبت) كانوا يأكلون فيها الفطير.
· التناول بالقربان: خبز خمير، يرى الأرثوذكس أنَّ عيد الفصح سبت، وأنَّ الخميس ليس عيدًا
فيُؤكل فيه خمير... ولكن الفطير يُؤكل قبل العيد بسبعةٍ أيام (تث16: 3) خبز
المشقة، وكانوا لا يسمحون بوجود الخمير في البيت (1كو5: 7). وفي (يو12: 1؛ 13: 1)
الجمعة هو الفصح، ويُؤكل الفطير قبل الفصح بستةٍ أيّامٍ.
· أقوال عن الافخارستيا
إنَّ الكنيسة والعالم بحاجةٍ
شديدةٍ إلى العبادة الإفخارستيّة. يسوع ينتظرنا في سرِّ المحبَّة هذا، فلا نبخل
عليه بأوقاتٍ نذهب فيها للقائه، في جوٍ من السّجود والتأمل المُفعم بالإيمان
والأهبة للتكفير عن معاصي العالم وجرائمه. ولا نُكفّنَّ أبدًا عن عبادته"
(البابا يُوحنَّا بُولس الثّاني، عشاء الرّبِّ، 3)
· الفكرة الأساسيَّة
" فإنَّكم كُلَّما أكلتم هذا الخبز وشربتم هذه
الكأس تُخبرون بموت الرّبِّ إلى أن يجيء" (1كو11: 26)
" فإنَّنا نحن الكثيرين خبزٌ
واحدٌ جسدٌ واحدٌ لأنَّنا جميعنا نشترك في الخُبز الواحد" (1كو10: 17)
" لأنَّ خبز الله هو النّازل
من السّماء الواهب حياةً للعالم" (يو6: 23)
" أنا هو خبز الحياة"
(يو6: 48)
"... أنا هو خبز الحياة. مَنْ
يُقبل إليَّ فلا يجوع ومَنْ يؤمن بي فلا يعطش أبدًا" (يو6: 35)
" مَنْ يأكل جسدي ويشرب دمي
فله حياةٌ أبديَّةٌ وأنا أُقيمه في اليوم الأخير" (يو6: 54)
" مَنْ يأكل جسدي ويشرب دمي
يثبت فيَّ وأنا فيه" (يو6: 56)
" مَنْ يأكل هذا الخبز فإنَّه
يحيا إلى الأبد" (يو6: 58)
" الإفخارستيّا مُلخَّص
إيماننا ومُجمله" (التعليم المسيحيّ للكنيسة الكاثوليكيَّة، 1327)
" الكنيسة تفعل الإفخارستيّا،
والإفخارستيّا تفعل الكنيسة" (الأب دي لوباك، سرّ الكنيسة)
" حيثُ توجد الإفخارستيّا
توجد الكنيسة، وحيثُ توجد الكنيسة توجد الإفخارستيّا" (ق إغناطيوس الأنطاكي)
" بفضل الإفخارستيّا، تُولد
الكنيسة دومًا من جديدٍ!" (البابا بندكتوس السّادس عشر)
· المراجع
- بندكتوس السّادس عشر (بابا)، سرّ المحبَّة، منشورات
اللّجنة الأسقفيَّة لوسائل الإعلام، لبنان، 2007.
- بندكتوس السّادس عشر (بابا)، Youcat، منشورات مكتب الشّبيبة البطريركيّ، بكركي – لبنان، 2012.
- ممدوح شهاب (أب)، سرّ الإفخارستيّا، مُحاضرات
في اللّيتورجيا، كُلِّيَّة العلوم الإنسانيَّة واللاّهوتيَّة، القاهرة، 2013.
- هاني باخوم (أب)، المؤمنون وسلطة الكنيسة، مُحاضرات في
القانون الكنسيِّ، كُلِّيَّة العلوم الإنسانيَّة واللاّهوتيَّة، القاهرة، 2013.
- يعقوب شحاتة (أب)، تاريخ الكنيسة في العصور الوسطى،
كُلِّيَّة العلوم الإنسانيَّة واللاّهوتيَّة، القاهرة، 2013.